“ورشة الهويّة النهضويّة” – الأمانة العامّة:المخيّم الشتويّ المركزيّ “برنامجنا هو المسيح”

“ورشة الهويّة النهضويّة” –  الأمانة العامّة
المخيّم الشتويّ المركزيّ “برنامجنا هو المسيح”

وصلوا من نواحٍ أنطاكيّةٍ متعدِّدة. تخطّى بعضهم صعوبات كبيرة ومخاطر، ليلتقوا أخوتهم في كنف السيّدة العذراء. جمعتهم محبّة الرَّبّ وهمُّ كنيستهم ونهضتها، فتخطّوا سريعًا حاجز عدم المعرفة الشخصيّة، وعاشوا كعائلة كبيرة اجتمعت باسم يسوع، فتجلّى فرحه مُشرِقًا في الوجوه وظلّل سلامه أجواء مخيّمهم. أكّدوا، من خلال لقائهم، على وحدة كنيستهم، وجدّدوا بنعمة الرُّوح التزامهم كخدّام فيها، بحسب ما أعطى الله كُلًّا منهم من مواهب. صلّوا معًا، استلهموا الكلمة الإلهيّة وبحثوا قضايا وهموم كنيستهم وحركتهم والتزامهم، مُستندين إلى تراثٍ حيٍّ تركه للكنيسة نهضويّون كبار. التقوا وجوهًا حركيّة نقلت لهم ما اختبرته لسنوات طويلة في حركة الحبّ والخدمة، وشهدت لمعلّم “على مثال المعلّم” الأخ كوستي بندلي. شاركوا في بهجة احتفال مركز طرابلس بالعيد ال74 للتأسيس، وتبرّكوا بزيارة ديريّ سيّدة النّاطور وسيّدة البلمند البطريركيّ، واحتضنتهم رعيّة كفرحزير في لقائهم مع الأمين العامّ للحركة. ودّعوا بعضهم عائدين إلى فروعهم ورعاياهم بزخمٍ وتجدّد، على رجاء أن يشهدوا لما أكّدوا عليه مُتذكّرين دائمًا أنّ “برنامجنا هو المسيح”

في إطار “ورشة الهويّة النّهضويّة”، الّتي أطلقتها الأمانة العامّة في ت2 2013 أقيم في دير سيدة النورية- حامات من الخميس 24 آذار إلى الأحد 27 آذار 2016 المخيّم الشتويّ المركزيّ بعنوان “برنامجنا هو المسيح”. شارك في المخيم 54 شخصًا من مراكز التالية: عكّار (5 أشخاص)، طرابلس (10 أشخاص)، جبل لبنان (5 أشخاص)، البترون (4 أشخاص)، دمشق (6 أشخاص)، حلب (5 أشخاص)، اللاّذقية (3 أشخاص)، وطرطوس (شخص واحد) وبيروت (شخص واحد) ومن أبرشيّات: الجنوب (شخصان)، زحلة (6 أشخاص) وحمص (6 أشخاص). افتُتح المخيّم بصلاة غروب عيد البشارة في دير سيّدة النُّورية.

بعد التعارف وعرض البرنامج تمّ توضيح أهداف المخيّم الّتي تتلخّص بالنّقاط التالية:
• توضيح الهوية النّهضويّة وترسيخها والتأكيد على السِّمات النّهضويّة في الشخصيّة الحركيّة (لا سيّما بما يتعلّق منها بحياة الفرقة وحياة الجماعة الحركيّة وأولويّة البُعد الدّاخليّ والتكريس) والبحث عن طرق عمليّة لتعميم الهويّة النّهضويّة في الفرق والفروع.
• الإضاءة على حياة “كبار” في الكنيسة والتعرّف إلى أعمالهم والتزامهم النّهضويّ.
• إعداد مشاريع “صغيرة” يمكن تنفيذها.
• اللّقاء مع حركيّين مُختبرين والحوار معهم في الشّؤون الكنسيّة العامّة والحركيّة الدّاخليّة.
بعد العشاء، التقی المشاركون في جلسة مسائيّة عرض في بدايتها فيلم قصير حول الهوية النّهضويّة، وبعدها قدّم الأخ نقولا بو شاهين موجزًا عن ورقة الهويّة النّهضويّة، ثمّ توزَّع الحضور إلى 3 مجموعات عمل حول عناوين من الورقة بإشراف الأخت أنطونيلا نعيمة. واختُتم اليوم الأوَّل بصلاة النَّوم الصُّغرى.

صباح اليوم الثاني، شارك الجميع في القدّاس الإلهيّ في دير النُّوريّة لمناسبة عيد البشارة، وهو عيد الدّير. وبعد الفطور، تمّ بحث ورقة “الإلتزام” للأخ كوستي بندلي من كتاب “إنطاكية تتجدّد”، على مدى جلستين مع الأخت ندى حدّاد والأخ جورج معلولي. أضاءت الأخت ندى، في مُستهلِّ الجلسة الأولى، على عدد من النّقاط الرّئيسيّة في الورقة، وتلى ذلك 5 لجان بحث عملت على دراسة الورقة من خلال مناقشة أسئلة تتعلَّق بالإلتزام عند الحركيّ الحقِّ، معوقات هذا الإلتزام وضرورة إبراز صورة المسيح، من خلال كلِّ النّشاطات والحوارات الّتي يشارك فيها الحركيّين. انعقدت الجلسة الثانية بعد الغداء حيث حاور الأخ جورج معلولي المشاركين في أفكار وعناوين حملتها الورقة، وبعدها تمَّ عرض نتائج أعمال لجان البحث.

في الجلسة التالية، قدّم الأخ ايلي الكبّة قراءة في ورقة “برنامجنا هو المسيح” للمطران جورج خضر من كتاب “أنطاكية تتجدّد” أيضًا. وانقسم بعدها المشاركون إلى مجموعات عمل مُجدّدًا للإجابة عن أسئلة تتمحور حول دور الحركة في توضيح مفهوم الكنيسة ودور الحركيّ في البشارة والشّهادة للمسيح في أيّامنا الحاضرة ومجتمعنا الحاليّ، وبعدها جلسة عامّة عرضت فيها اللّجان نتائج أعمالها.

خدمة صلاة المديح الثاني شارك فيها الجميع في دير مار سمعان المجاور. تلى ذلك تحضير للسهرة من قبل الوفود المشاركة، العشاء والسّهرة … وختامًا صلاة النٌَوم الصُّغرى.

  صباح السّبت، بعد صلاة السّحر،  التقى المشاركون الأخ جورج تامر، الّذي تناول مقطعا كتابيًّا من رسالة القدّيس بولس الى أهل رومية (1:12-8). وقد باشر حديثه بمُعايدة الحركيّين بمرور أربع وسبعون سنة على تأسيس الحركة مُشَدِّدًا عى ضرورة العمل على إعادة تأسيس الحركة كلّ يوم. وأقام، بمناسبة عيد بشارة السّيّدة العذراء، مقارنة بين إعلان البشارة وإعلان تأسيس الحركة، ففي عيد البشارة نرتِّل “اليوم رأس خلاصنا وإعلان السّرّ الّذي منذ الدّهور”، وعندما تأسّست الحركة أُعلن سرٌّ كان خافيًا في أنطاكية إلى أن تأسّست الحركة. وتطرّق في مداخلته إلى عدّة نقاط منها:
• الجسد بلغة الكتاب المقدّس هو هيكل الرُّوح، وهو في الوقت عينه آلة الخطيئة، فهو يُخطىء ويُبارك، يُجدّف ويكذب ويشهد للحقّ… لذلك فإنّ التّوبة هي مشروع الحياة كلّها.
• “قدِّموا أجسادكم ذبيحة”، أي أعطوا أنفسكم لله وللكلمة، أي ألغوا أنانيّتكم وكونوا قرابين لله.
• كلُّ واحدٍ منّا عضو للآخرين، فكلّ عضوّ من خلال عمله يُفيد الآخرين، وبالتّالي، يستفيد هو، فعلى كلّ شخص أن يكون عضو فاعل في الجماعة وبذلك ينمو هو أيضًا.
• لا تضعوا رجاءكم على أي شخص أكان قائدًا أم كاهنًا أم مطرانًا، فكلّ منهم سعى مثلنا من خلال التّوبة فليكن يسوع موضع الرّجاء الوحيد، فهو الوحيد الّذي لا يخذل لأنّه مات على الصّليب ولم يتراجع. فالصّليب هو الختم الّذي ختم به يسوع أمانته للإنسانيّة.
• وجه آخر من وجوه الإلتزام هو الإلتزام بالصّلاة، فالإنسان المُصلّي يحتمل كلّ أنواع الضيق.
  وبعد صورة تذكاريّة توزّع الأخوة على ثلاث مجموعات عمل لمناقشة نقاط تناولت الفرقة الحركيّة اليوم وحياة الجماعة والإرشاد.
قبل الغداء وتحت عنوان “شهادات في أوجه الإلتزام عند الأخ كوستي بندلي” عقدت جلسة عامّة   استضاف فيها المخيّم الأمين العامّ السّابق الأخ رينه أنطون والأخ حميد الدّبس، وهما كانا مقرّبين من الأخ كوستي بندلي .
استهلّ الأخ رينيه حديثه بالتعرّف عن “الكبير” في الكنيسة والحركة، فهو من يلتزم قضيّة يسوع مع الإنسان، هي واحدة تتمثّل بالسّعي إلى الخلاص الشّخصيّ وإلى المساهمة في خلاص الآخرين. ثم خَلُصَ إلى اعتبار الأخ كوستي بندلي من “الكبار”، من خلال تجلّي الرّبّ في كلّ وجوه حياته وأبرزها: الصّلاة، العلم والفكر والكتابة، الإنفعال الايجابيّ، الإنفتاح، الجذريّة، الإحتجاب والتٌواضع…
وتناول الأخ حميد، من خلال شهادات عديدة عرضها، أوجه الالتزام الكنسيّ والحركيّ عند الأخ كوستي، لا سيّما من خلال علاقته الإستثنائيّة بأعضاء الفرق الحركيّة، الّتي أرشدها وتأثّيره البالغ في حياتهم …

واختُتم الحديث بمداخلة للأخ نقولا لوقا، علمًا أنّه كان من أكثر الإخوة قرباً من الأخ كوستي خاصّةً في مراحل حياته الأخيرة.

بعد الظهر، كانت زيارة لدير سيّدة النّاطور – أنفة ولقاء مع الأمّ كاترينا، تلاها زيارة إلى دير سيّدة البلمند، حيث شارك الأخوة بصلاة الغروب الّتي ترأسها كلّ من المطرانين أفرام كرياكوس راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وما يليهما وأنطونيوس الصّوري راعي أبرشيّة زحلة وبعلّبك وما يليهما. بعد الصّلاة، انتقل الجميع إلى جامعة البلمند للمشاركة بالاحتفال بالذكرى الرّابعة والسّبعين لتأسيس الحركة، الّذي أقامه مركز طرابلس. وقد تلى الحفل مائدة محبّة توجّه على أثرها المشاركون إلى صالون كنيسة القدّيس يعقوب أخي الرّبّ في كفرحزير. بدأت السّهرة بلقاء الأمين العامّ الأخ فادي نصر مع الإخوة المشاركين حيث استمعوا إلى توجيهاته وعبّروا عن أفكارهم واقتراحاتهم وفرحهم بالمشاركة في هذا المخيٌم… ختام السّهرة كان مع أجواء غنائيّة رافقها عزفًا وغناءً الإخوة جورجيو الّلاطي، نديم الّلاطي ووسيم وهبة…

صباح الأحد استُهلّ بالمشاركة في القدّاس الإلهيّ في كنيسة دير النُّوريّة، تلى ذلك ظهرًا جلسة أخيرة تقويميّة أثنى خلالها الإخوة على أهميّة المخيّم شاكرين الله على أجواء المحبّة، الفرح، السّلام، الوحدة والجدّية الّتي رافقت المخيّم. وخلُصَت الجلسة إلى التأكيد على دور المشاركين الأساسيّ في تجسيد الهويّة النّهضويّة في حياتهم التزامًا واضحًا وثابتًا، من خلال الصّلاة، ممارسة الأسرار الكنسيّة المقدّسة، خدمة الآخر، التّعليم، البشارة، الشهادة ليسوع، والسّعي الدّائم لتعميم مفهوم الهويّة على غيرهم من الحركيّين وأبناء الكنيسة عامّة. …

الكلمة الأخيرة كانت صلاة من أجل الحركة: “في البدء شاهدنا بعيوننا وسمعنا بآذاننا وخطرت على قلوبنا خواطر منك فكنّا تائبين. نحن اليوم في الطريق نتعثّر ولكن ليس لنا من غاية سواك فلا تشغلنا عن نفسك بسواك. جدِّدنا بنعمة روحك القدُّوس حتى ندع ما للخارج ونكون في ما هو لك. لا تسمح بأن نلهو، عن التماس وجهك، بالقشور…” (المطران جورج خضر-1952).

رافق المخيّم وأشرف على أعماله أعضاء من لجنة ورشة الهوية النّهضويّة هم: ريما ونّوس (تولّت قيادة المخيّم)، ميرنا عبّود، ندی حدّاد، سناء معوّض، نقولا بو شاهين، ايلي الكبّة، آلسي مينا، لورين الشّاميّ، جورج معلولي، پولين الأشقر، رهام عبيد، رامي عوض، ندى وازن صبحيّة، نعيم سرور وعماد الحصنيّ (منسّق ورشة الهويّة النّهضويّة)

لمزيد من الصور : https://www.facebook.com/media/set/?set=oa.645825685568810&;type=1