الأبوة الروحية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 168

الأبوة الروحية  – المطران بولس (بندلي)
“ان كان لكم ربوات من المعلمين ليس لكم آباء كثيرون لأني أنا الذي ولدتكم في المسيح يسوع للانجيل فكونوا متشبهين بي”.
بهذا الكلام يتناول الرسول بولس علاقته مع المؤمنين، ليست علاقة تعليم محض -لا يستطيع الرسول بولس أن يصنّف نفسه بين المعلمين أي بين الذين يكتفون بنقل المعرفة للآخرين- لا يقبل بأن يُحدَّ عمله بتلقين أمور ما للذين يستمعون اليه أو الذين يوجه اليهم رسائله. انه يريد أن يكون غير ذلك، أن يتجاوز علاقة تكتفي بإصغاء عبودي، يلح أن يكون “أباً” لكي يحقق ذلك “يتمخض” لكي يلد الأبناء والبنات وليس في أي موقع كان، خوفاً منه أن تكون ولادتهم حسب مفهوم الناس، ولذلك يشدد على أنه يريد أن يلدهم في “المسيح يسوع” أي في الاله الصائر بشراً من أجلهم وليس خارجه لكي يضمن لهم أن يكونوا فيه أبناءً حقيقيين لله وهكذا تتحقق في حياتهم أصالة الدعوة التي دعوا اليها أي أن ينالوا البشارة المفرحة (الإنجيل) بأنهم مخلَّصون ليس لوحدهم بل مع جميع الناس الذين ينتظرون خلاص الههم.

هذا ما يبتغيه رسول الأمم، طالباً من أحبائه أن يتشبهوا به لكي يصبحوا أبناء حقيقيين لله وحينئذ يلدون آخرين في المسيح يسوع للإنجيل.
اننا نحن الذين نخدم المذبح المقدس عن غير استحقاق منا ولكن بفضل نعمة الله التي “للناقصين تكمّل وللمرضى تشفي”، أنتم تدعوننا “آباء” فهل تصلون من أجلنا لكي يرحمنا الرب ويجعلنا بنعمته نلدكم حقيقة في المسيح يسوع للانجيل؟
وأنتم يا أبناءنا الأحباء هل فكرتم بأن تقبلوا كلمة الله منا ونحن نحملها في “أوان خزفية” ولذلك تحفظها نعمة الله وحدها فينا وهي التي تفتح أفواهنا لكي نوصلها اليكم؟
مسؤوليتنا، كآباء لكم، كبيرة جدا وأستطيع أن أتجاسر وأقول لكم انها “رهيبة” بالنسبة لمقدرة قوانا البشرية كونها قادرة أن ترزح، بكل معنى الكلمة، تحت ثقل تجارب هذا الدهر. فهل تتوسلون من أجلنا الى رئيس الكهنة الأوحد، ربنا يسوع المسيح، الذي منه نستمد نعمة كهنوتنا ونعمة رئاسته، هل تضرعون الى الله من اجلنا لكي نعطي امام منبره الرهيب، حساباً يشفع بنا فيه دم الحمل القدوس المهراق من أجلكم ومن أجلنا؟
أيها الأحباء أنتم في عائلة روحية كبيرة تمتد الى المسكونة جمعاء، هل أنتم مستعدون أن تسلكوا في العالم بحسب الانجيل الذي وُلدتم له في المسيح يسوع فتنتصرون بنعمته على ضعفاتكم وتلدون بدوركم الأبناء والبنات في المسيح يسوع الذي له الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس

العدد 4 – في 26 كانون الثاني 1997

الأحـــد الواحد والثلاثون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share