العام الجديد – المطران بولس (بندلي)
“لقد افتقدنا مخلصنا من العلى، المشرق للمشارق…”
هكذا رتلنا في ميلاد السيد!…
“اليوم ظهرت للمسكونة يا رب ونورك قد ارتسم علينا…”
هكذا سنرتل بنعمة الله بعد غد في عيد ظهوره الالهي!.
ابتدأنا عامنا الجديد 1997 بين الظهورين اللذين كان يُعيّد لهما قديماً معاًَ كما يتم ذلك حالياً في الكنيسة الأرمنية الشقيقة. ولكن بدء السنة الجديدة الممتد بين ظهورين نورانيين هل يعني لنا شيئاً؟
ينبغي أن نفهم أن الله “افتقدنا” بولادته بيننا كطفل جديد فهل نقبل تجديده لحياتنا؟ أو نفضل رتابة تهدد حياتنا بسأم قتّال يجعل بدء سنتنا الجديدة وكأنه يوم من الأيام العادية فيحرم سنتنا من بركة الجدّه الالهية فنصبح نعدّ الأيام التي ستنقضي في السنة الجديدة كسابقتها دون أن نعي بأن الذي يشرق للمشارق يقدم لنا نفسه طفلاً ضعيفاً لكي ينتصر على ضعفنا ويبارك كل لحظة من لحظات سنتنا الجديدة وتصبح “جديدة” بكل معنى الكلمة بنعمته الالهية.
وينبغي أن نتذكر أن الذي أتى الى يوحنا في الأردن وحنى هامته بين هامات البشر الذين خلقهم انما يرفع رؤوس البشر الى فوق لكي يجعلنا نتقبل النور الالهي “فيرتسم علينا” وتستنير به سنتنا فتكون جديدة حقاً اذ يشملها النور الذي لا يغرب أبداً، فنمسي نتذكر أنه، ولو غابت الشمس التي تحدد مرور أيام سنواتنا على هذه الأرض سنبقى مع ذلك في “سنة جديدة” لا تخضع لمرور الزمان اذ أنه يبقى دائماً ساطعاً فيها النور الذي لا يُدنى منه أبداً.
فأيها الرب الاله الأزلي الضابط الأزمنة والأوقات والذي أراد بولادته على أرضنا أن تُحسب سنواته مع سنواتنا، فتنازل نحونا لكي يصير شبيهاً بنا نحن الذين آخانا، فيحمل سماءه الى ظلمة أرضنا، يا من تنحني الملائكة سجوداً له، فأحنيت هامتك بين رؤوسنا نحن الملطخين بخطايا ضعفنا البشري فرفعت أرضنا الى سمائك ورفعت هاماتنا الى حيث نورك الذي لا يغرب أبداً،
اجعل سنتنا الجديدة جديدة فعلاً بنعمتك الالهية فنقبل نعمتك على الدوام ونعمل مشيئتك،
أعطي بلدنا وعالمك أجمع السلام الحقيقي الذي أنت وحدك أساسه، فلا نتخبط بمخاوف الحسابات البشرية التي لا تستطيع أن تعطينا شيئاً، أهّل الذين لهم القدرة أن يفهموا أنك وحدك اله السلام وأبو المراحم، احفظ عائلاتنا برأفاتك العزيزة أيها الجزيل الرحمة وحدك لكي تستضيء حياة الجميع بنورك الذي لا يغرب أبداً. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 1 – 5 كانون الثاني 1997
الأحـــد قبل الظهور الالهي