الميلاد الحقيقي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 162

الميلاد الحقيقي – المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء،
لقد عيّدنا لميلاد الرب يسوع في الأسبوع المنصرم وها نحن سنودّعه (باللغة الكنسية يوم الواحد والثلاثين من كانون الأول) أي في آخر يوم من سنتنا الحالية قبل أن نستهل السنة القادمة بالخير والبركة -والسؤال المطروح علينا جميعاً: كيف عيّدنا الميلاد وكيف نودّعه مستقبلين العام الجديد؟

سؤال مهم ودقيق جداً! ينبغي أن نقوم بامتحان قلب جدي أو بفحص ضمير صادق لكي نجيب حقاً عن هذا السؤال! هل فكرنا أن نجتمع عائلياً لنعيّد أو تبعثرنا وتفرقنا، كل منا في اتجاه؟ هل وعينا بأن منازلنا يجب ان تنال بركة من الطفل الالهي الذي لم تجد والدته منزلاً لكي تلذه فيه فلجأت الى مغارة؟ واذا أردنا الحصول على هذه النعمة لعائلاتنا هل فكرنا أن نطلب بركة نحن بحاجة ماسة اليها، ومن أجلها قصدنا بيت الله ليثبت بيتنا على أساس لا يتزعزع؟
حذاري من عادات تملكت في عدد كبير منا وهي، للأسف، قادرة أن تهدم بيوتنا! حذاري ونحن في أيام مقدسة مدعوة أن تؤكد رحمة الله في حياتنا وأن تعطينا بالتالي رجاء وطيداً بأن الأيام المستقبلة ستكون مشمولة ببركة من السماء من حيث افتقدنا الهنا المتجسد من أجل التزامه لأيام مستقبلية يضمن لنا فيها شيئاً مهماً وهو أنه لن يتركنا في أي يوم من أيام حياتنا ويجعلنا نردد قائلين: “في أي يوم أدعوك تستجيب لي سريعاً”.
حذاري أن نضع رجاءنا على غير الله فنترك منازلنا وزوجاتنا وأولادنا لكي نفتش عن بخت (أي نصيب) في حياتنا، وعن رجاء واهي في ألعاب القمار أو الميسر ونحن نسهر حتى الصبح في كثير من الأحيان فنرجع الى منازلنا لنجد فيها قلق علينا يضاعف القلق على مستقبل العائلة جمعاء!
أيها الأحباء، ان رحمة الرب تفوق كل انتظارنا، فاذا اتكلنا عليه لا نخيب، عائلاتنا يجب أن تثبت ولن يكون ذلك الاّ اذا أصبح الميلاد الالهي مغروساً في حياتنا، لن يكون ذلك الاّ اذا جمعتنا المناسبة المقدسة في كنيسة نأخذ من معين صلواتها ونغترف من ينبوعها الحي فنحيا.
لنتشدد أيها الأحباء ونترك جانباً كل ما يبعدنا عن لحمة عائلاتنا، لندع جانباً كل تصرف يبعدنا عن حياة عائلية أصيلة نبني فيها بيوتنا بناء لا تستطيع كل عواصف هذا الدهر أن تهدمه، لنتذكر دائماً أن عائلاتنا بحاجة الى رجالها وهم دعاماتها، وأن الربح الحقيقي هو ما نجتنيه في بيوت مرتبطة عضوياً في الكنيسة المقدسة وفي هذا الارتباط قوتها ولنطلب أن يصبح الميلاد مناسبة تقديس لنا ولبيوتنا ولندع جانباً سهرات قادرة أن تزعزع حياتنا وأن تفقرنا وأن ترمي على الحضيض كرامتنا وكرامة بيوتنا، وهكذا نكون مستعدين أن نحمل فرح الميلاد ليس فقط ليوم من أيام السنة بل بركته تشمل كل أيام سنتنا المقبلة بنعمة الرب القدوس. آمين.  

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 52 – في 28 كانون الأول 1997
الأحـــد بعد الميلاد

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share