رسالة الفصح – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 177

رسالة الفصح  – المطران بولس (بندلي)
الى الآباء الاجلاء والشمامسة الورعين وأبنائنا الأحباء في أبرشية عكار وتوابعها المحروسة بالله:
المسيح قام! حقاً قام.
كانت النساء الحاملات الطيب يقلن فيما بينهن “من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر، فتطلعن فرأين الحجر قد دحرج لأنه كان عظيماً جداً” (مرقس3:16و4).
لقد تساءلت النساء السؤال اعلاه ومع ذلك تابعن طريقهن الى القبر. الموت لم يخفهن لأن حُبهن للسيد كان أقوى منه! وضخامة الحجر التي كانت قادرة أن توقف مسعاهُنَّ لم توقفهن فكانت مسارعات الى من افتقد جراح البشرية بجراح جسده المقدس وهن عازمات أن يسكبن عليه طيباً حملنه اليه بكل امانة…فتطلعن فرأين الحجر الضخم قد دحرج.
أيها الأحباء جداً بالرب، إن الرب مدفون مع البشرية جمعاء، إن الرب قد دخل الى القبر حيث العالم أجمع يئن ويتوجع بسبب بعده عن الله فالموت كان أجرة الخطيئة وبعدنا عن الله.

 وكان الناس فيه “أرقاء تحت نير الخطيئة” التي تستعبد الانسان المخلوق على صورة الله البهية التي شوّهها ومثاله القدوس الذي دنّسه فأغلق عليه ودحرج على باب قبره حجر كبير ولكن إلهنا القدوس المصلوب من أجلنا، والمائت لينقذنا من موتنا، قد شاء ان يدخل قبرنا وأراد أن يسجن معنا في مملكة الموت لكي يهبنا نور قيامته فيعتقنا من سلاسل الجحيم وينهض وينهضنا معه كما يرتسم أمامنا، في أيقونة القيامة السيد الغالب الموت منهضاً معه آدم وحواء أي البشرية جمعاء.
لكن هذه القيامة التي نعيّد لها يمكن أن تعبر وكأنها لم تكن اذا لم ننتبه اليها -هذه القيامة التي وهبت البشر الغلبة والظفر يمكن أن يحجبها عنا حجر نعرفه موجوداً وهو عظيم جداً اذا لم نرد أن نأتي مع النساء الحاملات الطيب رغم ظلام الليل والخوف البشري من الموت المستحوذ بنا بل المسيطر علينا، اذا لم نأتِ وقلوبنا المظلمة مستضيئة بنور ذاك الذي أراد أن يدخل ظلمة موتنا لكي ينيرها، فنقبله في موته ودفنه مخلصاً لنا كي نستطيع أن نترجى نور قيامته.
أيها الأحباء جداً بالرب إن حجراً عظيماً جداً يُغلق باب قبر السيد. والبشرية جمعاء تئن في عالم الموت والحجر العظيم جداً يسد قبرها، فهل يدفعنا ايماننا لقيامة السيد الى اليقين بأنه هو المنقذ اياها من فساد الموت هذا؟ إننا نحتاج الى ايمان ومحبة تلك النساء الضعيفات اللواتي يعرفن صعوبة الوصول الى قبر المحبوب ومع ذلك لا يتوقفنا في الطريق بل يتابعن سيرهن لأن حياتهن وحياة العالم اجمع موضوعة في قبر لكي تحيي الذين في القبور، لقد سعت نحو القبر حاملات خوفاً انتصرن عليه بقوة غالب الموت فسمعن ملاكاً يقول

لهن: من تطلبن ليس هو ههنا! من تسعين الى دفق طيبٍ مادي على جسده لم يستطع الموت أن يضبطه! لقد قام المسيح! حقاً قام! وأنتن أيتها النساء، أنتن مسؤولات أن تنقلن إعلان هذه القيامة الى الذين لم يتحركوا بعد نحو القبر لكي يأتوا اليه لكي يجدوا الأكفان موضوعة وحدها لأن الجسد الإلهي الذي قبل أن يلف بها فيشارك الأموات، قد قام حقاً. فالقدوس الذي أراد أن يفتقد البشر في فسادهم فأقامهم منه لأنه المنزه عن الفساد وأغلال الموت قد فتحها بل حطمها محرر منها الذين كانوا مقيدين بها!
أيها الأحباء في عيد القيامة نحن مدعوون أن نحمل للناس إعلان انتصار السيد على الموت، نحن مسؤولون عن ذلك اذا شئنا الاّ تكون القيامة حدثاً عابراً نتذكره فقط في الوقت الذي نحن مدعوون أن نعلنه لعالم يتخبط في الموت فلا ينقذه سوى من ترددون انه قام! وانه حقاً قام.
اننا مع غبطته امام احبارنا ورئيس رعاتنا البطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطهر والجزيل الاحترام. مع صاحبي السيادة المطران يوحنا والمطران باسيليوس مشاركيّ الحبيبين في رعاية ابرشيتنا المحروسة بالله ومع سائر اخوتي رؤساء كهنة الكرسي الانطاكي المقدس نتضرع الى الرب الناهض من بين الاموات ان يبارككم مع عائلاتكم والمختصين بكم ويحفظ بلدنا ويقوي ذراع رئيسه ومعاونيه في كل عمل بناء لكي يعيش ابنؤه اجمعون ببركة السيد المنتصر على المت والغالب لضعفاتنا فنصرخ حقاً المسيح قام. حقاً قام.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 17 – في 27 نيسان 1997
   أحـــد الفصح المقدس                                          

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share