رسالة رعائية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 172

رسالة رعائية – المطران بولس (بندلي)
الى أخوينا الحبيبين الأسقفين يوحنا وباسيليوس المشاركين لنا في الخدمة،
الى الآباء الأجلاء والشمامسة الورعين،
الى أبنائنا الروحيين في أبرشية عكار وتوابعها المحبوبين جداً بالرب،
نعمة وسلام لكم بالرب يسوع فادينا ومخلصنا الذي نستهل غداً المسيرة المقدسة، مسيرة صومنا الأربعيني المقدس، التي تجعلنا يوماً بعد يوم وبنعمة الله المعطاة لنا، أن نقترب معاً نحو آلامه الخلاصية وقيامته المجيدة من بين الأموات. انها مسيرة نورانية تجعلنا نلتمس النور الالهي المشع في ظلمتنا لكي، اذا ما استيقظنا من نومنا الروحي وقبلنا باليد الالهية المدفوعة الينا نقوم من بين الأموات فيضيء لنا المسيح!

انها مسيرة خلاص تهدف ان تصل بنا  للسجود لمصلوب الهي تحمّل الآلام والاهانات والبصاق والمسامير والحربة والموت لكي ينهضنا معه من بين الأموات، صانعاً في وسط أرضنا خلاصاً الهياً ثابتاً الى الأبد. فالصوم في غايته أن يجعلنا نشارك في قبول الخلاص فنخلص نحن وأهل بيوتنا.
انها مسيرة فرح سوف يكلم الرب تلاميذه عنه قبل آلامه بقليل مؤكداً لهم أنهم سيبكون ويحزنون لكنهم سيروه قائماً من بين الأموات، فيتحول ألم المخاض الى فرح الولادة ويملأ قلوبهم وقلوبنا فرح ثابت الى الأبد لا ينزعه أحد منهم ولا منا…
أيها الأحباء جداً بالرب يسوع صومنا صوم شركة مع الآخرين اذ أننا معهم، أي برفقة جميع الذين وضعتهم العناية الالهية في طريقنا نحو مدعوون الى هذه المسيرة النورانية الخلاصية الممتلئة فرحاً.
يحذرنا الرب لكي لا يتحول نورنا الى ظلام دامس فيطلب منا السعي المستمر لكي تطرد نعمته ظلمة خطايانا تجاه الاخوة وتجعلنا نستنير بنوره ونحمل هذا النور بأعمال صالحة تشعه للآخرين..
يطلب منا أن نبشّر من يوم الى يوم بخلاص الهنا أي أن نكون مشاعل حية تحمل الانجيل -البشارة المفرحة- الى أناس حولنا يستطيعون أن يموتوا جزعاً من حياتهم بسبب غياب أو حجب خلاص الهنا عنهم. ان أرجل المبشرين بخلاص الهي صُنع في وسط الأرض بواسطة صليب ارتفع عليه رب المجد لكي يجذب اليه العالم بأسره، هذه الأرجل تباركت بالنعمة الالهية. فليكن صومنا وسيلة نتحرك فيها من جمود الخطيئة واللامبالاة الى مغامرة جسيمة مهمة جداً نرتمي بأنفسنا بين الاخوة ومزودين بخميرة السيد التي تخمّر العجين كله مهما كانت يسيرة.
يطلب منا سيد حياتنا وغاية صومنا أن نغرف من فرحه الذي لا تستطيع كل نوائب هذا الدهر أن تزيله اذا ما ثبت فينا وأن ننقل هذا الفرح بكل أمانة لكي نصرخ مع العالم اجمع هتاف فتاة عذراء من بلادنا تقول في نشيدها: “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي…”.
فإلى منارة خلاص ينقل الفرح باستمرار الى قلوبنا ويشعّه للآخرين نحن مدعوون في هذا الصوم الأربعيني المبارك.
فمع صاحب الغبطة امام أحبارنا ورؤساء كهنة كرسينا الانطاكي المقدس نسأل لكم نعمة صوم أربعيني مقدس. آمين.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 10 – في 9 آذار 1997
أحـــد مرفع الجبن (الغفران)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share