من مثل الله – المطران بولس (بندلي)
– عيّدت الكنيسة المقدسة يوم أمس في الثامن من تشرين الثاني لرئيس الملائكة ميخائيل واسمه يعني حرفياً “من مثل الله” مشيراً بوضوح الى تصدي رئيس الملائكة هذا للذين من الملائكة كانوا يرفضون السجود للرب يسوع المسيح فسقطوا وتحول نورهم الى ظلام وبعد ان كانوا خداماً للكلمة الالهي يتلألأون بأنوار الرب أصبحوا في ظلام قاتم يحاولون اصطيادنا اليه.
– ايها الاحباء الله وحده يليق به السجود لأنه وحده الخالق وتجارب هذا الدهر تقدم لنا خلائق لله تدعونا للسجود لها -علينا أن ننتبه والاّ سقطنا سقوطاً عظيماً لأنه اذا وضعنا أمامنا غير الله فحينئذ تتشوه صورة الله فينا وبالتالي تتشوه انسانيتنا بكاملها.
امامنا جهاد كبير لكي لا نقبل باله غريب. الا نقول عنه في فصحنا وفي عيد حلول روحه القدوس علينا: “ايّ الهٍ عظيمٌ مثل الهنا انت الله الصانع العجائب وحدك” الا نقول له في كل يوم أحد بعد تلاوة انجيل السحر المتعلق دوماً بالقيامة: “وآخر سواك لا نعرف” علينا أن ننتبه الى ذلك كله.
– نحن نحترم كلّ انسان لأنه صورة الله ولكننا لا نستطيع ان نضع الانسان مكان الله مهما علا شأنه.
– نحن مدعوون أن نطيع اولئك الذين وضعتهم العناية الالهية لكي يدبروا الشؤون العامة في بلدنا وفي حياتنا، نحن نصلّي دوماً من أجل حكام البلد ومؤازرتهم في كل عمل صالح لكننا نسأل لهم قوة من العلاء لكي يُبعدوا عنا كل شر يهدد حياتنا لكي نعيش في “ظل أمنهم” بكل عبادة حسنة وبكل لياقة، انما الطاعة ليست عبودية لأي مخلوق يمكن ان يقدم لنا مكان الله لان المخلوق يستعبد بسبب ضعفه بينما الله يحرر من الضعف والخوف.
– نحن مدعوون أن ننتبه الى علاقتنا بجميع الذين نتعاطى معهم في حياتنا اليومية -لا يجوز ان يحتلوا مكانة الله. به وحده نستطيع ان تكون علاقتنا بهم قوية -ثابتة- لا تتزعزع واذا لم تستند “اليه” فيها تصبح هذه العلاقة مشحونة بمصالحنا فنحب انفسنا في الوقت الذي نسعى ان نحب الآخرين.
أيها الأحباء نحن مدعوون أن ننتبه الى هذه الأمور كلها. بشفاعات رئيس الملائكة ميخائيل أهلنا يارب أن نضعك أنت وحدك في حياتنا فتشدد أربطتنا بالآخر وتأخذ بك متانة لا ينزعها منا أحد. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 45 – في 9 تشرين الثاني 1997
الأحـــد الواحد والعشرون بعد العنصرة