وحدة الروح ورباط السلام- المطران بولس (بندلي)
ان الكلمة الإلهية تشدِّد بلسان بولس الرسول على وحدة الروح ورباط السلام وتطلب من المؤمنين بالرب يسوع المسيح أن يحافظوا على هذين الأمرين الجوهريين المرتبط الواحد بالآخر ارتباطاً وثيقاً.
أيها الأحباء ان العالم يقول غير ذلك: فَرِّق لكي تسد، إجعل الناس حولك يتخاصمون، إجتهد أن تسبب نزاعات حولك، إخترع لها وقوداً يغذيها كي تكون أنت فوق الجميع تتحكم بالجميع.
يجب أن نرفض هذا التوجّه انه ليس لائقاً بإيماننا، يجب أن نُسمع العالم صوتاً آخر، صوتاً مختلفاً ولو بدا لنا انه ليس من هذا العالم، فلنصرخه بوجه الذين لا يهنا لهم العيش اذا لم يختلف الناس أمامهم.
الروح القدس الواحد يوزِّع مواهبه على الجميع وعوض بلبلة السنة أحدثها عدم ايمان الأقدمين ها هو يجمع المتفرقات الى اتحاد واحد، يضم أولئك الذين كان جمعهم ضرباً مستحيلاً، يضمهم معاً في شركة روح قدوس واحد كما نعلن في صلاة نقولها بعد كلام التقديس في خدمة قداس للقديس باسيليوس الكبير.
الا نردد ايضاً في أحد الشعانين: “اليوم نعمة الروح القدس جمعتنا وكلنا نحمل صليبك ونقول أوصنّا في الاعالي، مبارك الآتي باسم الرب”.
وهذا الروح الحال علينا في كل قداس -عنصرة، في كل خدمة -عنصرة لسر من أسرار الكنيسة المقدسة، ماذا يطلب منّا؟.
انه يطلب منا أن نحافظ على رباط السلام.
ربما قال لنا الناس -وسيقولون ذلك حتماً- أنت تُقَيِّد نفسك برباط؟ والناس يجهلون حتماً اننا اذا لم نلتفت الى دعوة الروح القدس بأن “نربط” أنفسنا برباط السلام سنفقد حتماً روح الحرية الحقيقية التي يعطينا اياها الروح القدس فنصبح عبيداً لنزواتنا وكبريائنا ونسقط في هذه الهوة الساحقة -هوة البغضاء وفقدان حريتنا الحقيقية التي لم تقم دون الروح القدس؟.
لذا أيها الاحباء جداً بالرب لنسهر على وحدتنا -لا ولاء لنا لبشر يودّون في كثير من الأحيان أن يتحزَّبوا، لنكن مستعدين أن نصرخ: لا نقبل بأن يكون واحدٌ منا لبولس، واحد لأبولس، وواحد للمسيح، نحن كلنا له وبمحبة كلية نطلب من الله أن يجعلنا متحدين بعضنا ببعض برباط السلام بنعمة الروح القدس التي تقوينا نحن البشر فنمجده مع الآب والروح بصوت واحد وقول واحد. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 42 – في 19 تشرين الأول 1997
الأحـــد الثامن عشر بعد العنصرة