وحدة الكنيسة – المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء،
يرد في الطلبة السلامية الكبرى:
“من أجل سلام وحسن ثبات كنائس الله المقدسة واتحاد الكل الى الرب نطلب” فتجيبون قائلين يا رب ارحم.
-وعندما تتلون دستور الايمان تقولون:
وأؤمن “بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية…” مؤكدين أنكم في خط السيد المخاطب الآب من أجلنا قائلاً “ليكونوا واحداً كما نحن” (يو11:17).
هاجس الرب يسوع “أن يجمع أبناء الله المتفرقين الى واحد!” فهل نعي أهمية ذلك؟
طبعاً في الجسد الواحد أعضاء عديدون والاّ لما كان جسد، وفي الكنيسة الواحدة أعضاء متعددون ولكنهم ينتمون الى كيان واحد يوحد أعضاءه الذي هو رأس الكنيسة وفاديها الرب يسوع المسيح الذي هو القدوس الواحد والرب الواحد لمجد الله الآب كما تعلنون في جوابكم على خادم السر الالهي عندما يقول لكم: “القدسات للقديسين”. فهل ننتبه الى ما نقوله مؤكدين أننا نحن الذين سنتناول من الخبزة الواحدة ونشرب من الكأس الواحد، نحن مدعوون بذلك أن نعي اتحادنا ببعضنا البعض اتحاداً ليس مؤسساً على أية مصلحة بشرية بل على ارادة السيد ونعمته؟
طبعاً هناك أسباب عديدة تفرّقنا بعضنا عن بعض، هل نستسلم لها؟ هناك الشرير الذي يحاول أن يزرع الشقاق بيننا، والتاريخ، يا للأسف، مملوء من ذلك ولا نزال حتى اليوم نعيش مأساة التفرقة الا نصرخ الى السيدة العذراء في تقاريظ جناز ابنها الالهي قائلين: “أبعدي عن الكنائس الانشقاق واحفظيها بهدوء وسلام”؟
أيها الأحباء جداً في الرب في أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة لنرفع قلوبنا وعقولنا الى فوق. ان أمنية الرب يسوع هي أن نكون واحداً كما هو والآب، أي يطلب لنا وحدة حقيقية لا تتزعزع أبداً كونها مؤسسة على ثالوث قدوس واحد في الجوهر الالهي.
فلنطرح عنا كل فكر بشري يفرق ولنبتدئ بمن نجتمع معهم الآن حول الكأس الواحد، لنهدم كل حاجز بيننا مهما كان، فإذا ما دعتنا كلمات خادم السر الالهي في كل قداس الهي أن “نحب بعضنا بعضاً لكي نعترف، بعزم واحد مقرين” فنجيب “بآب وابن وروح قدس ثالوث متساو في الجوهر وغير منفصل”، نعي بذلك أن وحدتنا عربون لدخول شركة الهية كائنة بين أقانيم الثالوث.
واذا ما فعلنا ذلك ننفتح الى كل الآخرين دون استثناء، الى من نسعى الى وحدة حقيقية معهم دون ابتلاع. هذه هي الوحدة التي مات المسيح من أجلها ضاماً على صليبه جميع البشر ورافعاً اياهم الى الآب لكي يصبحوا رعية واحدة يرعاها الراعي الصالح القدوس وحده. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 3 – في 19 كانو الثاني 1997
الأحـــد التاسع والعشرون بعد العنصرة