يارب أعطنا أن نراك – المطران بولس (بندلي)
يارب في مجيئك الأول المتواضع أتيتنا شبيهاً لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة لتؤكد لنا أنك لست بعيداً عنّا نحن الذين خلقتنا بمحبتك…
وفي مجيئك الثاني ستأتينا من جديد محاطاً بملائكتك القديسين لكي تسألنا سؤالاً واحداً: هل رأيناك لندخل مجدك العظيم ونرث الملك الحقيقي الذي لا يزول ابداً والذي يشارك فيه من عرف أن يراك!
إن سؤالك هذا – البسيط جداً بحد ذاته- إنما يتطلب منا جهداً كبيراً كجهد خريستوفورس (الحامل المسيح) قديسك الذي أعطي نعمة أن يحملك أنت ذاتك في الوقت الذي عزم أن يحمل الناس فدخل الى شركة معك أنت يا حمل الله الحامل خطايانا الكثيرة لكي ترفع عنا وزرها الثقيل فقلت لنا: تعالوا إليّ يامن ترزحون تحت حمل خطاياكم الكثيرة وأنا أريحكم منها بصليبي الذي جرحت عليه ومتّ عليه محتملاً الآلام والموت لكي أحملكم على منكبيّ بعد أن افتقدتكم في غربتكم.
يارب لقد وعدت قبل ارتفاعك الى السماء انك تكون معنا الى إنقضاء الدهر! ووعدك هذا صادق لأنك الحق بذاته ولكننا نسألك أن تقوينا لكي نراك حقاً ولن تكون رؤيتنا لك حقيقة إلاّ اذا جاهدنا لنراك في الاخرين وبنوع خاص في الجياع والعطاش والعراة والمرضى والمسجونين الذين وحّدت نفسك بهم أنت الاله المستريح في القديسين والمستقر على كرسي مجد الشاروبيم.
يا ربنا أعطنا، ونحن نستعد لدخول صومنا الأربعيني المقدس، أن نلتفت اليك، وأن نعرفك أنك بيننا، الاّ ندع الحواجز تُقام بيننا وبين اخوتنا البشر أجمعين.
يا ربنا أعطنا، مع كل قُصْرِ يدنا أن نتكل عليك وأن نقابلك في من وحّدتهم بك وضممتهم اليك، أعطنا الاّ يوقفنا فقرنا المادي عن الجهاد في التسلح بمحبتك لكي ننحني فوق آلام البشر وحاجاتهم فنكتشفك فيهم وحينئذ نستطيع أن نقدم لهم فلس الأرملة التي قرَّظت عطاءها في انجيلك المقدس فنهتف مع رسولك بطرس عند مواجهة المخلع المستعطي عند باب الهيكل: ليس لدي فضة أو ذهب لكن ما عندي أعطيك اياه: “باسم يسوع المسيح قم واحمل سريرك” أعطنا ذلك يا رب أيها الاله القادر على كل شيء ومصدر كل رحمة لنا وللجميع. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 9 – في 2 آذار 1997
أحـــد مرفع اللحم (الدينونة)