المتروبوليت يونان الصوري للنشرة: أينما حلّ المسيح لا يكون هناك ظلمة
لفت متربوليت أبرشية زحلة وبعلبك للروم الارثوذكس يونان الصوري الى أن “الجمعة العظيمة لدى طائفة الروم الأرثوذكس حُدّدت في الربيع وهي مرتبطة باحتفال ذكرى خروج اليهود من مصر التي حددت في الرابع عشر من نيسان بحسب التقويم العبري وهو تقويم قمري”، مردفًا: “كل ثلاث سنوات يضاف شهر على السنة القمرية، ويتم تحديد حركة الأشهر من خلال زيادة شهر كل ثلاث سنوات”، مشدداً على أن “عيد الفصح عند اليهود هو المرتكز الذي نعيّد على أساسه”.
وعن الرابط بين عيد الفصح اليهودي وعيد الفصح لدى المسيحيين، أشار المطران الصوري الى أن “الأول كان صورة عن الفصح الحقيقي الذي أتّمه المسيح بشخصه، وما الحمل لدى اليهود الذي تم ذبحه وتناوله إلا رمز للمسيح الحمل الفصحي الحقيقي الذي به نحيا وبدمه نخلص”، مشدداً على أننا “بتنا نحتفل بعيد الفصح وبقيامة المسيح بعد الفصح اليهودي في الربيع”.
الليتورجيا في الصوم
أما بالنسبة الى النظام الليتورجي المتّبع في الكنيسة الأرثوذوكسية خلال مسار الصوم وخصوصاً خلال أسبوع الآلام، شرح المطران يونان الصوري أنه “خلال هذه الفترة تتعدلّ بنية الصلوات قليلاً مثلاً في السحريّة نقرأ التسابيح ثمانية منها نبوءات في العهد القديم حول عمل الله الخلاصي وغيرها”.
وأشار الى أن “هذا الصوم يعدّ تحضيرا للقيامة وينتهي باستباقها أو بإظهار حقيقة ألوهة الربّ يسوع من خلال إقامة اليعازر من الموت، وبهذه الطريقة تبدو وكأن الكنيسة توصلنا الى القيامة بالجهاد والصلاة والنبوءات”، ولفت الى أن “الصوم ينتهي بسبت اليعازر الذي يُعَدّ من تباشير القيامة وبنفس الوقت فاتحة له”، ومضيفاً: “أما في الشعانين فهناك إستقبال للربّ يسوع كملك ولكن اليهود لم يستطيعوا فهم أنه ليس ملكاً فقط إنّما هو إله”.
وأكّد المطران الصوري أن هناك وجهاً من وجوه التشابه بين يوسف العفيف ويسوع المسيح، مشيراً الى أن “الأول حاول أخوته قتله ورميه في البئر أما اليهود بسبب حسدهم من المسيح قتلوه. يوسف ولأجل كلمة الله قبل الظلم وأصبح فيما بعد حاكما على مصر وهكذا المسيح أصبح حاكما على العالم”.
بين الخير والشر
متربوليت أبرشية زحلة وبعلبك للروم الارثوذكس لفت أن “الفصح هو الحدث الذي كان حاضراً في كل مراحل حياة الرب منذ الميلاد وحتى إرسال الروح القدس الأساس، لذلك نرى التشابه على سبيل المثال أيضًا في ايقونة الميلاد حيث نضع الربّ يسوع في مزود ويكون ملفوفاً كالميت والمغارة تشبه القبر، وكأنّ كلّ شيء جوهره القيامة، فمثلما خرجت الحياة من أحشاء مريم هكذا أيضًا خرجت من القبر، فأينما حلّ المسيح لا يكون هناك ظلمة”.
وأضاف: “هذا دليل على محبته القصوى لنا فهو شابهنا في كل شيء وحمل ضعفنا وقبله وافتدانا بذاته وقبل الظلم لأنه يحبنا وخلصنا وهو تحمل كل الشر وكل نتائج خطيئتنا ليحررنا منها”، مشيراً الى أنه “كإنسان اختبر الموت والألم وليس بسبب خطيئته بل بسبب خطايانا وهو بالطبيعة الضعيفة استطاع ان يطيع الله”.
وأشار الى أن “الله يقدسنا وعندما نقبل المسيح في الكنيسة عبر الأسرار التي نحصل عليها نتّحد مع الله، من هنا نؤمن ان كل انسان تعمّد سكن الله فيه وهو أصبح حاملا هذا الكنز بداخله ولكننا نعيش ولا نعرف كيفيّة الاستفادة منه”، ولفت في نفس الوقت الى أنه “وحتى يصل الإنسان الى الحريّة يجب أن يموت لأن الحرية التي نعيش هي عبودية، وكما يقول بولس الرسول: الخير الذي اريده لا افعله والشر الذي لا اريده ايّاه افعل، إذاً يجب ان نموت في الانسان العتيق حتى نولد في الانسان الجديد”.
اانشرة
27 نيسان 2016