القيامة – المطران جورج (خضر)

mjoa Thursday April 28, 2016 315

القيامة – المطران جورج (خضر)

المجد الأكبر الذي ليس من بعده مجد، هو المجد الذي أتانا من قيامة المخلّص. بعد هذا كلّ شيء باطل. كلّ ما عندنا من جمالات في الدنيا تضمحل وتتلاشى أمام سطوع هذا الضياء الإلهي الذي صرنا اليه بالقيامة.

بعد القيامة، كلّ شقاء يُنسى وكل مرض يُنسى وكل خطيئة تُنسى، لأن المسيح قد غسلنا غسلاً نهائيًا بدمه وعمّدنا بنُوره. لذلك يترك لنا فرحه، وفرحنا به باقٍ الى الأبد. من أجل هذا مات الشهداء لأنهم كانوا عالمين أنهم بموتهم سيتّصلون بالمحبوب، وكانوا عالمين انهم بموتهم سينالون الحياة. نحن بالحياة أبناء لحياة الله، وبهذا افرحوا.

Resurrection2سوف نتقدّم كلّنا من الذبيحة الإلهية، ولا يُعطى اليوم حلّ لأن الحلّ قد جاء بالعيد. فالعيد غفران، والعيد سلام للجميع لأن «المملكة العامة قد أتت» كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم. ولكن لا بدّ من ان يطيع كلّ إنسان المسيح حتى تتحقّق قيامة المسيح فيه.

وكلنا مأخوذ بقيامة المخلّص وهي أصل قيامة الأموات. القيامة وحدها الرجاء إلى الأبد. بالرغم من كلّ ما يحدث حولنا، نحن متمسّكون بيسوع الحي الظافر الممجّد إلى الأبد.

هذا انتصار في الكون كلّه، ومع ذلك نرى ان العالم ليس دائمًا في المسيح وأن أحدًا منّا ليس للمسيح بكلّيته. سؤال مؤلم معذّب مطروح علينا جميعًا: هل نؤمن حقًّا، مُعلنين ان المسيح قد قام؟ هل نتصرّف وكأنه قد قام؟ أم أن عيدنا اليوم مجرّد عيد وتراتيل العيد؟ هل تصوَّر المسيح في كل منّا بحيث صار كلّ منّا: «المسيح قام!».

أرجو أن يكون لكل واحد منّا لقاء مع المسيح القائم من بين الأموات كما التقى الرسل ومريم المجدلية التي ظنت انّه البستاني فسألته «يا سيد إن كنت انت قد حملته فقُل لي أين وضعته». عندئذ قال لها يسوع: «مريم»، وعند الصوت عرفتْ انّه السيّد، فقال لها لما حاولتْ ان تسجد عند قدميه وتقبّلهما: «لا تلمُسيني لأني لم أَصعد بعدُ إلى أبي».

المعنى الذي يمكن استخلاصه من هذا اللقاء هو ان الانسان العتيق، الانسان الفاسد فينا، الانسان المتعلّق بخطاياه، لا يستطيع ان يتعرّف إلى يسوع ويبقى المسيح مجهولاً… لأنه يقيم هوّة بينه وبين المسيح بسبب الخطايا. إن كان هذا الفصح لم يأت من التوبة فنحن جاهلون المسيح كما كانت مريم المجدلية التي لم تتعرّف اليه لأنها لم تكن مدركة ان الجسد الذي كان عليه قد تجلّى بالآلام وبانتصار القيامة.

رجاؤنا ان تكون حياتنا فصحيّة منقولة يومًا بعد يوم من الخطيئة والموت الى جسد الرب ومشاركة الله في الخدمة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

نشرة رعيتي

01 أيار 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share