كيف نأتي إليهم؟ – لقاء الشّباب الأرثوذكسيّ، أيّار ٢٠١٦

mjoa Tuesday May 10, 2016 120

6كيف نأتي إليهم؟
لقاء الشّباب الأرثوذكسيّ- أيّار ٢٠١٦

صعوبة الأحوال وقساوة الزَّمان لم تمنع حوالي مئتيّ صبيّة وشاب، من حلب شمال سوريا حتّى جنوب لبنان، من أن يلتقوا ببعضهم ويتعهّدوا أن يكونوا خليقَةً جديدة.

بعد الاتِّحاد بِجسد الرَّبِّ ودمه الّذي يجمع المتفرّقين إلى واحد، ذكّر الأمين العامّ أنَّ ركائز الكنيسة هي خمسة، الشَّباب والشَّباب والشَّباب والشَّباب والشَّباب، متمنيًّا عليهم، في خضمِّ الأزمات الَّتي تعيشها المنطقة، ألَّا يلتجئوا إلى الحلَّ الأسهل، أي الهجرة، لأنَّ خسارتهم في هذه البقعة لا تُعوَّض، داعيًا إيَّاهم إلى توظيف العقل النَّقديِّ لأنَّه من عطايا الرَّبّ.

ثم توزَّع المُشاركون في أرجاء مدرسة القلبَينِ الأقدَسَينِ في منطقة حبوب – جبيل، الَّتي استقبلت اللِّقاء مَجَّانًا وَبترحابٍ، إلى إحدى عشر مجموعة مع المرشدين والآباء، وَتباحثوا سويًا بإشكالِيَّة الإيمانِ والإلحاد في القرن الواحد والعشرين، من خلال مقال للأخ كوستي بندلي بعنوان: “الإيمان وتَحَدِّيات العصر”،  فَتميَّزَت هذه الحلقات بحريَّة في طرح الأسئلة وبِعُمقِ التَّفكير والتَّحليل لدى معظم الشَّبيبة.

youth-orthبعد ذلك تنقَّلت المجموعات بين محطاتٍ سبعةٍ متنوِّعة، واحِدَة لِتَعَلُّم نشيد يَا شبَابًا أرثوذكسيًّا، وَالثانية عن تعاونية النُّور ومجلة النُّور، الثالثة لإلتقاط أجمل صورة “صَرعة”، الرَّابعة عرض عن أهميَّة العمل المسكونيّ، أمَّا الخامسة فكانت إضاءة على حياة كوستي بندلي وفكره عبر فيلم عنه وموقعه الالكترونيّ، والسَّادِسة هي إجراء مقابلات وانطباعات مصوَّرة، بالاضافة إلى المحطَّة السَّابعة الَّتي كانت خبرات جميلة من الأخوة في حلب، عن الأعمال الَّتي يقومون بها خلال الأزمة الَّتي يعيشونها.

بعد تناول الغداء، تغذَّى المشاركون من كلمات المطران أنطونيوس (الصّوري) والأخت رنا عرنوق متري في محاضرة مشتركة عنوانها “الإيمان والإلحاد في القرن الواحد والعشرين”. بابتسامته المعهودة عبّر مطران زحلة أنَّ السُّؤال الحقيقيَّ لهذا الطرح هو: “هل الله موجود؟ من أنا؟ وما هو هدف حياتي؟”، هذا ما شغل الفلاسفة من بداية الأزمنة حتَّى يومنا. وتابع قائلًا إنَّ الإلحاد هو بالضبط أن يحيا الانسان دون أن يعرف هويَّته، هدف وجوده وعلَّتها. الإلحاد هو اعتراف بأنَّ الإنسان زائل أمَّا الإيمان فهو الاعتراف بأنَّه خالد بنعمة الرَّبَّ، وبناءً على هذه الرُّؤية تتحدَّد حياتُنا. يدَّعي البعضُ الإلحادَ إلَّا أنَّهم عمليًّا وفي العمق ليسًوا كذلك لأنَّهم يتحلُّون بمحبَّة الآخرين. وفي موضوع الشَّرِّ، أضافَ سيادته أنْ لا محبَّة دون حرِّيَّة والشَّر هو نتيجة الاستخدام الخاطئ للحرِّيَّة. وأخيرًا، ذَكَّر بِقولِ الرَّبِّ: “أنا هو الطَّريق والحقّ والحياة”.

أمَّا مُداخلة الأخت رنا، فَجاءت تأمُّلًا بِحيَاة السَّيِّد، الَّذي آثَرَ الحبّ على القوانين والسُّلطة مِمَّا أدَّى إلى صلبه، وَخَلُصَت فِي نِهايَةِ مُدَاخَلتِها أنَّ مَنْ بَثَّ الحيَاة وغَيَّرَ وجهَ الكون لا بُدَّ لَه مِن أن يكون حتمًا سيِّد هذه الحياة، لِذَا لا يُمكنُ لِقَبرٍ مِن ضَبطِه.

في النِّهايةَ عَادَ كُلُّ واحِدٍ أدراجَه حامِلًا في أعماقه خميرة ملكوتٍ فصحيٍّ استمَدَّها من لقاء الوجوه الطيِّبة.

من يسأل:” كيف نأتي بالشباب إلى الكنيسة؟”، ينبغي له أنْ يلتقي بهؤلاء الشَّباب، ليتبيّن له أنَّ الكنيسة هي هم، والسؤال هو بالأحرى: “كيف نأتي نحن إليهم”؟

1   2

4    5

7    8

9    youth-orth1

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share