الصفح للجميع – المطران جورج (خضر)

mjoa Thursday May 12, 2016 157

الصفح للجميع – المطران جورج (خضر)

الصعوبات التي يواجهها الإنسان، انما يتخطاها إن أحبّ ربّه. محبة الله إن هي نزلت علينا فإننا بها نتحدّى كل صعوبة ونصبح في الرجاء. هذا ما حصل مع القدّيسين الذين نعيّد لهم اليوم: النسوة حاملات الطيب ويوسف الرامي الذي كان قد طلب إلى بيلاطس إنزال جسد يسوع عن الصليب مع نيقوديموس الذي كان يطلب ملكوت الله. يوسف الرامي قادته شجاعته، وكان رجلاً مرموقًا في اسرائيل، إلى أن يطلب جسد يسوع أي أن يُظهر صداقته لإنسان حُكم عليه بالإعدام.

quparadze resurrectionان القديس يوسف الرامي والنسوة القديسات إنما كانوا يجهلون إطلاقًا ان يسوع سوف يقوم. كان يسوع قد وعد تلاميذه انه سيقوم لكنهم لم يصدّقوه ولم يخطر ببالهم أن يُشيعوا الخبر على الذين كانوا يتبعون يسوع لأن هذا كان خارقًا للعقول إذ لم يُرَ إنسان ينهض بنفسه من الموت. غير أن الله تجاوز المعقول وأعطانا المثل وقام من بين الأموات، ولهذا نرنم «المسيح قام» وننتقل بها من أحد إلى أحد.

وكأنّ الكنيسة أدركت بوضوح أن الإنجيل الذي تُبشّر به انما ينحصر في كلمتين: «ان المسيح مات ثم قام»، وان هذا الأمر محور الوجود لأن النجاة من كل شر ومن كل خطيئة وسقوط، انما انطلقت وتنطلق في قلوبنا من هذا الضياء الذي طلع من فوهة الأرض لمّا قام ربّنا في فجر اليوم الثالث مُعلنًا غلَبَته للعالم.

ومنذ ذلك الحين عاش قوم قلائل هم المؤمنون، لأن أكثر الناس لا يؤمنون، عاشت هذه القلّة الطيّبة الوديعة المنكسرة القلوب وهي تؤمن أن ربها قد قام وانها هي أيضًـا قائمة معه في اليوم الأخير وقائمة معه في كل لحظة من كل شر أو شبه شر كما يقول الرسول.

مشكلة الإنسان انه يموت وليس من مشكلة اخرى. نحن نعلم ان إنسانًا واحدًا في الكون بعد ان مات قام من الموت وأعلن لأحبّائه انهم لن يذوقوا الموت إلى الأبد وأنهم يلتحقون به في مواكب الظفر، وانهم هم أيضًا، على شقائهم وسقطاتهم، انما يمدّ اليهم يده المباركة في كلّ حين ليجعلهم معه أسيادًا على الكون وجالسين على عرش الله معه.

لا مهرب من الموت إلى أن يُحيينا الله جميعًا. وهي تعني قبل كل شيء ان نكون مع كلّ المعذّبين بصرف النظر عن عقائدهم. بين جدران الكنيسة ليس من انتماء إلى الأرض. كلّنا إلى السماء وكلنا معمّد بالمحبّة، وبسبب نور المحبة فتحنا قلوبنا للقاتلين وللمقتولين. كل الناس خطأة، فقد أعلن الله غضبه على الخاطئين جميعًا، ولكنه مع ذلك أعلن رحمته للإنسان الضال وللإنسان المضلّل. نحن نبحث عن الذين سقطوا ويسقطون حتى يصبح المسيح سيدًا على الجميع.

قام يسوع، ولهذا نرجو لكل معذّب في هذه الأرض ان يقوم، ولا قيامة الاَّ بالرجاء، ولا قيامة الاَّ بالاستقامة، ولا قيامة الاَّ بالطمأنينة، ولا قيامة الاَّ

بالصفح للجميع ومعانقة الجميع.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

نشرة رعيتي

15 ايار 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share