الإيمان بيسوع – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 169

الإيمان بيسوع – المطران بولس (بندلي)
قال يسوع له (أي للأعمى): أتؤمن بابن الله؟
أجاب ذاك (أي الأعمى) وقال: من هو ياسيد لاؤمن به؟
فقال له يسوع: قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو؟
فقال (أي الأعمى) اؤمن ياسيد وسجد له. (يوحنا 35:9-37).
نحن مدعوون أن ننتبه الى هذا الكلام وأن نتأمل به جيداً.
إن الإيمان بالرب يسوع المسيح لا يفرض علينا فرضاً. إنه سعي نحوه وجواب عن سؤاله هو لنا -لا يكتفي بأن يظهر رحمته كما فعل بالنسبة للأعمى منذ ولادته الذي شفاه. يريد أن يحمله الى إيمان يعلن عنه- لم تكن عجائبه منذ إعلان قوته الإلهية التي لا شك فيها، يريد أن يتابع عمل رحمته بأن ينقله الى الإيمان به لكيما تكون له “اذا آمن حياة باسمه (أي باسم يسوع)” (يوحنا31:20).

فالاعجوبة الباهرة التي اجترحها يسوع -والتي لم يقم منذ الدهر بمثلها أحد- (يوحنا 31:9)  -هذه الاعجوبة الخارقة لم تكن غاية بحد ذاتها ولم تكن غايتها إعلان مجد ابن الله الوحيد الذي له عند الآب من قبل كون العالم، إنما كانت غايتها أن يتعرف الأعمى الى يسوع حتى يؤمن به فيسجد له حقاً.
والإيمان بيسوع لن يكون الاّ اذا كشف لنا ذاته “وتعرفنا” على هويته الحقيقية. وهنا يجدر بنا أن نلتفت الى أنه هو مستعد دائماً أن يعلن لنا نفسه ولكنه يسألنا قبلاً اذا كنّا نريد أن نقبله بحقيقته أو نسقط عليه تصوراتنا البشرية ومبتغانا الأرضي الزمني المحدود!
ولذلك يستدرجنا بعد طرحه سؤاله لنا هل تؤمن بابن الله الى جواب سبق اعلاننا الإيماني وفيه نقول له: “من هو ياسيد”؟ أي أن نعلن عن عزمنا الأكيد بأن نتخلى عن الصور المشوّهة التي صورناه بها لكي نطلب منه أن يكشف لنا ذاته فنقبل به وبتعليمه وبإعلانه عن نفسه فنعرف انه ليس صنماً من الأصنام ولكنه ابن الله المخلص جنس البشر فنعلن عن إيماننا به في الصميم وتكون له فيه الحياة الأبدية التي لا ينزعها منا أحد ونسجد له بالروح والحق لأنه يرتضي هؤلاء الساجدين له كما أعلن للسامرية كما سمعنا في انجيل الأحد الماضي.
فنتضرع اليه أن يمنحنا الإيمان الحي لأنه الحي الى الدوام. آمين.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 21 – في 24 أيار 1998
أحـــد الأعمى

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share