البركة الإلهية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 114

البركة الإلهية – المطران بولس (بندلي)
“يا سيد ليس لي من يلقيني في البركة اذا ما تحرك الماء بل ينزل قبلي آخر”.
هذا كلام مأسوي يشير الى أنانية بشرية صعبة جداً، فيدل الى قوقعة الإنسان على “أناه” وهذا موقف ناتج عن بعده عن الله فألغى الآخر من وجوده.
ولكننا نتمسك بالله مع كل ضعفاتنا لأنه حياتنا. ونريد مع كل وهن ارادتنا أن يكون هو الكل في الكل ولذلك ندعى أن نتذكر الآخر -أي كل إنسان في العالم- دون استثناء -أن نتذكره في عمق ضميرنا اذا ما أردنا اعلان ولاءنا لله وهو وحده الذي نتمسك به- نسير نحوه “مع الآخرين” هذا الشرط المهم جداً لكي نصل اليه.

انه خلق البشرية جمعاء، خلقنا كما خلق الآخرين، وعندما ابتعدنا عن بعضنا البعض، فأتانا برحمته العظيمة وصلب “أنانا” على صليبه الكريم ليجمع عليه “المتفرقين” الى اتحاد واحد واذ دعانا ان ندفن “معه” إنساننا العتيق الفاسد بشهوات الخديعة دحرج الملاك الحجر عن قبره وقام بذات سلطانه فمكن انساننا الجديد أن ينهض معه مقدساً ايانا بالماء والروح.
فاذا وعينا ذلك أصبحت بركة بيت حسدا الغنمية بالنسبة لنا بركة الكنيسة المقدسة المحركة بنعمة الروح القدس ليس ظرفياً بل باستمرار لكي ننال فيها شفاء مستمراً من أمراضنا ويبقى العرض المأسوي المطروح في انجيل هذا النهار مبيّناً أمامنا، الناس تنتظر أن تدفع الى هذه البركة لكي ننال الشفاء الحقيقي فهل نحن مستعدون أن نلتفت الى الآخرين أي أن نتجاوز أنانيتنا لكي نحسب وجود الآخرين قائماً في حياتنا فندفعهم الى البركة المقدسة المحركة باستمرار من الروح القدس لكي ينالوا منها خلاصاً شافياً؟ هذه هي مسؤوليتنا أيها الأحباء!
أهلنا الله أن نلتفت الى من أوكل الله الينا الاهتمام بهم وهم كل الناس. لكي معهم نمجد المسيح الناهض من بين الأموات.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 19 في 10 أيار 1998
أحـــد المخلّع

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share