العذراء الكلية القداسة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 186

العذراء الكلية القداسة – المطران بولس (بندلي)
عيّدنا يوم أمس لعيد رقاد العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم – انه عيد انتقالها الى ابنها والهها الرب يسوع المسيح- فالذي حملته في أحشائها بحلول الروح القدس ها هو يتقبلها في المجد الذي كان له منذ الأزل اذ هو جالس دائماً عن يمين الله الآب.
انها فتاة عذراء لم تقبل في حياتها سوى الله الذي اسلمته كلّ مصيرها خاضعة لتصميمه الخلاصي.

إنها الأم والبتول معاً التي بها كُشِفَ للبشر السرُّ الخفي منذ الدهور وغير المعلوم عند الملائكة والذي ظهر بها لنا نحن الذين على الأرض، اذ تجسد منها الهنا بحال لا توصف وتبنّى بها طبيعتنا البشرية مع كل آلامها وموتها الذي هو اجرة خطيئتنا. فالذي هو مصدر الحياة، والذي فيه كانت الحياة (يوحنا 4:1) قبل موتاً طوعياً دفع به أجرة معصيتنا لكي ينهض بنا من الموت الى الحياة الأبدية، ها هو يتقبل امه -أمّ الحياة- في أنوار قيامته، فنصرخ نحوها هاتفين: في ميلادك حفظت البتولية وصنتها وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الإله لأنك إنتقلت الى الحياة بما أنك أم الحياة فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا‍ نعم أيتها السيدة الكلي قدسها بل الأقدس من كل القديسين، اننا نعيّد لانتقالك الى الحياة التي أعطاك إياها ابنك الوحيد فأهلينا لها، لقد اصطفاك الله من بين البشر لأنك لم تحسبي لشخصك أي حساب، وكما أجبتِ اليصابات نسيبتك لقد نظر الى تواضعك هو الذي قال لنا: تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، فرفعك الى مرتبة تفوق الملائكة بسموّها فأصبحت الأجيال كلها مدعوّة أن تطوبك أنت الاناء المقدس الذي حمل الينا نحن البشر الإله الذي قبل الدهور. اليه ابتهلي أيتها السيدة أن يرحم نفوسنا المتخبّطة في ظلام الخطيئة والمائتة حتماً اذا لم ينقذنا ربنا يسوع المسيح.
أيتها السيدة الدائمة البتولية، يا زهرة يانعة من شرقنا، لقد أشرقت منك شمسنا -الهنا- المشرق من المشارق لكي لا يموت العالم في ظلمة الخطيئة فيا أم الحياة اهلينا الى الحياة ويا أم النور أعطينا النور الذي لا يعروه مساء بابنك الحبيب ربنا يسوع المسيح الممجد مع الآب والروح القدس الى الأبد. آمين.

العدد 33 – في 16 آب 1998
الأحـــد العاشر بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share