المتقدم في الكهنة الخوري أغابيوس في ذمة الله – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 165

المتقدم في الكهنة الخوري أغابيوس في ذمة الله – المطران بولس (بندلي)
يا أحبائي جداً بالرب غداً أحد الآباء وستسمعون كلمات توصية من الرسول بولس الى الأساقفة الذين دعاهم وكانوا يعملون في مقاطعة آسيا الصغرى التي كانت آهلة في التبشير المسيحي وكان الرسول بولس يشعر أنه يقدم وصية لأنه كان له احساس بأنه لن يرى بشرياً أوجه الأحباء الذين كانوا حوله فكانوا أساقفة آسيا الصغرى، قال لهم ماذا تسمعون غداً. قال لهم: احترزوا لأنفسكم وللرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه، أي هاجس بولس كان أن يوصي برعاية حقيقية، برعاية آمنة، برعاية أمينة، برعاية مؤمنة، برعاية سلامية لخراف الرب الناطقة، فقال احترزوا لأنفسكم أولاً لكي تستطيعوا أن تحترزوا للرعية التي أقامكم الروح القدس فيها خدماً لمذبحه المقدس.

اذ نتذكر هذه الكلمات التي سنسمعها وكأن أبانا أغابيوس الراقد بالرب على رجاء القيامة والحياة الأبدية ونحن نقيم هذه الصلاة عشية أحد الآباء كأن أبانا هذا يردد على مسامعنا كما ردد حياته كلها احترزوا يا أحبة لأنفسكم وللرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا. أنتم لستم أي شيء يا كهنة المسيح. أنتم خدم لمذبح الرب القدوس الذي افتداه الرب بدمه ولذلك نحن نُسأل كثيراً يا أحباء، ولذلك نحن نتعلم. تأكدوا أن صلاتنا هذه هي تذكّر دائم لما علمنا اياه خادم المذبح المقدس هذا الأب الجليل الذي خدم ما يقارب الخمس والستين سنة رعية مباركة اشتهرت بإيمانها وبمحبتها لله. اذا كنت أذكر ما كان يقوله سلفي المطوب الذكر المتروبوليت أبيفانيوس راعي هذه الأبرشية المحروسة بالله انه اذا كان عنده أحد لم يرتبط به بقداس الهي فهو متأكد انه اذا قصد هذه الكنيسة المقدسة سيجد أبوابها مفتوحة وسيمتلىء بنعمة الله من الغذاء الروحي. والكنيسة تفتح بأبنائها لكن بسهر رعاتها وراعيكم كان أميناً أيها الأحباء، كان أميناً أن تفتح الكنيسة المقدسة، جرّبنا كثيراً في أيام صعبة، كانت الكنيسة تفتح لأن راعيها كان يقول في نفسه يجب أن يسمع أبنائي كلمة الله مهما كان تعبي، مهما كان خوفي ممن أخاف؟ اذا كان الله معي فأنا قوي هذا ما كنت أتلمس به، أتلمسه كلما تحدثت الى أبينا أغابيوس.
أيها الأحباء، رجل صلاة، الكاهن ان شاخ لا تشيخ خدمته أيها الأحباء، ربما نحن في عمر أصغر بكثير اذا ما وقفنا لنصلي نقول قد تعبنا فلا نصليّن الآن، الله يسامحنا، طبعاً الله يسامح أيها الأحباء، لكن الأمانة عند هذا الأبن الروحي حتى عندما اضطر الى ترك هذه الرعية لأسباب أليمة فوق طاقته قصد حيث تقام الصلاة صباحاً ومساءً. يصلي أبونا أغابيوس وهنا يطلب من الذين في البيت ان يكونوا معه في الصلاة لا يستحي بالصلاة أيها الأحباء، صلاته مستمرة ويدعو اليها الجميع وأعرف جيداً انه مات وهو يصلي. صلاة النوم أقامها ساعات معدودة قبل انتقاله الى الأخدار السماوية، أيها الأحباء هذا ما شهد لي به رفيقه الحبيب قدس الأب خليل وانا متأكد انه هكذا كان أيها الأحباء. يا أحبة حمل آلام كثيرة. أبونا تألم كثيراً. مرَّت في حياته كما تعلمون آلام تدخل الى أعماق الانسان وحزن جرّحه تجريحاً لكن المؤمن يبقى متشبساً بالرجاء. ذُكر لي شيء عن آخر ساعات حياته وأود أن أنقله اليكم. كان أصبح جسده تدخل اليه الأبر التي يحتاج اليها بصعوبة فكان يتألم كثيراً منها وأعرب عن ألمه للحظة. أن يعبر الانسان عن ألم يا أحبة ليس أمراً مستغرباً بالاحرى أن لا يحس الانسان بألم اذاً صعب. شعر وكان يتحمل هذا الشعور في هذه اللحظات قال اني أتألم كثيراً. ابنه وأبناؤه وبناته الحمدلله على قدر تربيةٍ من هذا النوع، قال له يا أبي فكر بآلام السيد أنت تشاركه، هذا الانسان الشيخ الذي كان يتألم كثيراً قال لأبنه هذا صحيح وكأنه صحا من ألمه يا احبة فقال أنا مع المسيح أصلب وأتحمل ألمه بكل أمانة، أيها الأحباء ما أقوله ليس تبجحاً، أبونا أغابيوس لا يحب التبجح،انه وديع ومتواضع القلب انما أقول ذلك لكي أتعلم، لكي اتذكر فأتعلم وبحاجة أن نتعلم منه وربما يكون ما يقوله أخوته المشاركون لي في الصلاة، نحن نتعلم في الكنيسة، نتعلم من أمثاله لكي نتابع المسيرة بكل أمانة وبكل إيمان. كان ينقل اليه قدس الأب خليل المناولة كل أحد بعد أن أصبح غير قادر أن يأتي الى الكنيسة التي لازمها بكل أمانة، فأخوه التي أستطيع أن أقول أبنه كان ينقل اليه المناولة كل أحد، أبونا أغابيوس كان يقدِّر ذلك الى أبعد حد ممكن، والأحد الماضي بالذات منذ ستة أيام، يا أحباء، أحد الأعمى أتى أبونا أغابيوس الى الكنيسة المقدسة لكي لا يعذِّب، أستعمل الكلمة نفسها، لكي لا يعذب أبونا خليل بأن ينقل اليه المناولة أيها الأحباء.
هذا الوديع المتواضع القلب هذا العميد الحقيقي لأبرشيتنا المحروسة بالله هذا الطفل كما وصفه لي أحد أبنائه، فكنت مفتخراً بأن يقال لي أن ابن المئة سنة هو طفل وكم نحن بحاجة أن نصير أطفالاً مثله أيها الأحباء، هذا الطفل، تذكرنا كل هذه الأشياء وهي قليلة قليلة بالنسبة أن يقال عنه، هذا الطفل ذو الوجه المشرق انتقل الى سيده يوم صعود السيد الى السماء أيها الأحباء، وكأن الذي خدم سيده بأمانة كلية على هذه الأرض لم يتركه سيده دون أن ينقله معه. فأنت يا أبانا، أنت مع المسيح يسوع الذي خدمته بكل أمانتك. لنا شفيع عند المسيح هو أنت، تضرع من أجلنا كما أنت دائماً والآن صلواتك لها قوة أقوى، تضرع من أجل أخيك خادم هذه الرعية المباركة التي تعرف أنت لم يتعب في خدمتها ويجول طرق لكي يخدم وقد عاشرك ما يقارب الربع قرن في خدمة الكنيسة. تضرع من أجل حفيدك الذي كانت لك تعزية كبيرة بأن تراه خادماً لمذبح الرب، فلا بد ان هذا أثلج قلبك فتتضرع اليه وقد أراد أن يحمل اسمك الحبيب لكي يتبارك منك ومن صلواتك. تضرع من أجل اخوتك الكهنة وكثيرون منهم قد درَّبتهم أنت بأمانتك على الخدمة المقدسة، فكنت لا تقبل أن يحذف أي كلام من الصلاة ولو طالت، كنت في الخميس العظيم وأنا شاهد أن تحمل صليب الرب على جسمك الناحل. علمت كثيرين من أولئك الذي حولك الآن، علمتني كثيراً، فصلي من أجلنا جميعاً، صلي من أجل هذه البيوت التي نمت بإيمانك كغروس الزيتون حول مائدتك، أبناءك وبناتك وأولادهم وأحفادك وربما أولاد أحفادك، صلي من أجلهم، صلي من أجل الرعية التي ستفتقدك ولكن كلّما صلت ستجدك أمام السيد متضرعاً من أجلها، صلي من أجل الذين أتوا من قريب وبعيد لكي يقولوا لك باركنا يا أبتي بالبركة التي من عند الله. يا أحبة باسمي أخي صاحب السيادة المطران باسيليوس الذي أراد بمحبته الكبيرة أن يعزينا بوجوده وتعرفون كلكم كم يتعب معي في خدمة هذه الأبرشية المحروسة بالله، باسم صاحب الغبطة الذي وكنت في ابتداء مسؤوليتي عن هذه الأبرشية، وكان قد قضى خمسين سنة في الكهنوت المقدس، فنقلت اليه ان رعيته تريد أن تحتفل بيوبيله الذهبي، فقال لي: نحن بحاجة الى أمثال هؤلاء الرجال، فقلّده وسام القديسين بطرس وبولس.
يا أحبة باسمه وأعرف جيداً عندما سأنقل اليه وللإخوة الآباء في المجمع المقدس الذي سيعقد بنعمة الله في 8 حزيران بعد عشرة أيام، سوف يصلون كثيراً من أجل أبينا وسوف يعزونكم أجمعون. يا أحبة الكهنة، كهنة هذه الأبرشية المحروسة بالله اليكم كل محبتي وصلاة أبينا أغابيوس فلتشملكم وتشملني.
يا أحباء. الرب مع أبنه الصديق، فليكن ذكره مؤبداً.    

العدد 23- في 7 حزيران 1998
أحـــد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share