من رعاية الغنم غير الناطق الى رعاية قطيع المسيح – المطران بولس (بندلي)
يوم أمس، في الثاني عشر من هذا الشهر عيدت الكنيسة المقدسة للقديس اسبيريدون أسقف تريميثوس وهو شفيع أخينا الحبيب بالرب المتروبوليت اسبيريدون راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما الجزيل الاحترام وهو ابن بار لأبرشية عكار وتوابعها المحروسة بالله. له كل أدعيتنا في يوم عيد شفيعه الميمون.
وهذا القديس نقل من رعاية الغنم الحيواني الى رعاية البشر المخلوقين على صورة الله والمفتدين بدم الحمل الإلهي، ذلك لأن الرعاية في الكنيسة مصدرها الراعي الصالح وحده الذي يعرف خرافه واحداً واحداً فيناديها بأسمائها ويسير أمامها لكي يدافع عنها ضد الذئاب الخاطفة التي لا تشفق على الرعية بل تحاول أن تنهش خرافها. ولذا نجد قديسنا في دفاع عن الإيمان القويم ضد آريوس واتباعه في المجمع المسكوني الأول المنعقد في مدينة نيقية سنة 325 ودفاعه الصادق كان مساهماً مساهمة فعالة في اظهار الحقيقة الإلهية التي توصّل اليها آباء المجمع المذكور وأعلنوها مؤكدين ايمان الكنيسة بألوهية الرب يسوع ومساواته الكاملة للآب في الجوهر الإلهي.
واذ يعرف الراعي ان مصدر قوته ليست منه بل من ذاك الذي سفك دمه من أجل خلاص العالم، فهو يقف ليخدم الذبيحة الوحيدة المقبولة لدى الله والممتدة الى مذابحنا في كل الأزمنة والأمكنة، يقف اذن ليخدمها وهو يناجي الملائكة التي تشاركه الخدمة بشكل ملحوظ كما تذكر طروبارية هذا القديس العظيم.
الله يسكن في المتواضعي القلب، الذين لا يحسبون لأنفسهم أي حساب، فيملأ الرب ضعفهم ويقويه بنعمته فيصبحون قادرين بقوة الله أن يرعوا بأمانة كنيسة الله التي اقتناها بدمه المسفوك على جبل الجلجلة من أجل حياة العالم بأسره.
وهكذا تمت المعجزة وأصبح راعي الغنم راعياً للقطيع الإلهي. فنصلي أن يؤهلنا الرب ان نحترز لنفسنا وللرعية التي أقامنا الروح القدس أساقفة فيها لنخدمها مع كل ضعفاتنا وخطايانا الكثيرة. فنطلب منكم أيها الأحباء أن تصلوا من أجلنا لكي يجعلنا الله مستحقين لخدمة مذبحه القدوس، فنُنْقَل الى الخدمة التي يخدمها راعي الخراف الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي نرجو أن يمنحنا نعمته الإلهية التي في كل حين للمرضى تشفي وللناقصين تكمل حتى نؤهل الى اداء خدمة حقيقية نعطي عنها حساباً لائقاً أمام منبر الديان الرهيب بشفاعات قديسه رئيس الكهنة اسبيريدون. آمين.
العدد 50 – في 13 كانون الأول 1998
أحد الأجداد
الأحد التاسع والعشرون بعد العنصرة