نحن شركة قديسين – المطران بولس (بندلي)
هذا الأحد الذي نحن فيه، وهو الأول بعد العنصرة المقدسة، ندعوه أحد جميع القديسين. فلماذا خصصت الكنيسة المقدسة هذا اليوم لتذكرنا بالقديسين أجمعين وهي التي رتبت في كل يوم من أيام السنة دون استثناء ان نتذكر قديساً أو مجموعة قديسين؟
لا بد أولاً ان تلفت أنظارنا الى وقوع العنصرة والاحتفال بعيد جميع القديسين في أحدين متتاليين وهذا ما يبرز بشكل واضح ان الروح القدس هو مصدر القداسة، هذا الروح الالهي الذي حلّ على الرسل فجعل منهم قديسين أطهار.
ويقودنا هذا الامر ثانياً الى ان القداسة التي تجلّت في الرسل القديسين لا بد الاّ ان تكون من نصيبنا اذا ما تقبلّنا نعمة الروح الكلي قدسه كما تقبلوه هم أي بقلوب متخشّعة متواضعة لا يرذلها الله فيسكن فيها ويحوّلها الى سماوات حقيقية.
ونحن في كل قداس الهي نتضرّع الى الآب السماوي ان يرسل روحه الكلي قدسه علينا وعلى القرابين التي نقدمها محوّلاً القرابين الى جسده الالهي ودمه الكريم ومؤهلاً إيّانا بنعمته ان نقترب منها ونتناولها فنتحد بالمسيح نفسه الذي قال “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه”. واذ ينحدر الروح الكلي قدسه علينا ويحولنا بنعمته ندخل في شركة حقيقية مع ذاك الذي نقول عنه “القدوس الواحد، الرب الواحد يسوع المسيح لمجد الله الآب.آمين.” فنتقدس فيه ونثبت في قداسته فنصبح حينئذ أعضاء في شركة القديسين التي تتقدس بمن هو وحده “تقديسها” فترسل المجد للثالوث القدوس: الآب المرسل روحه القدوس علينا المثبت إيّانا في قداسة ابن الله الوحيد القدوس المولود من العذراء بحلول الروح القدس عليها كما بشّرها الملاك جبرائيل.
هذا أمر مهم جداً أرجو ان نعيه بنعمة الرب- لسنا أي شيء، نحن شركة قديسين لبسنا بالمعودية المقدسة المسيح القدوس. نخطئ بسبب ضعفنا البشري الذي لم يشأ الله ان يقتحمه بسلطانه ووهبنا حرية “أبناء الله” وقدمّ لنا بتحنن عظيم، اذا أردنا ذلك، “قوته” الغالبة ضعفنا، واذا ما التفتنا فوجدنا الخطيئة محيطة بنا بسهولة لن نخاف منها اذا نظرنا الى رئيس الايمان ومكمّله يسوع.
نحن مدعوون في ضعفنا ان نغلب بقوة من “غلب العالم” فتحيطنا الكنيسة المقدسة بأيقونات أولئك الذين عرفوا في حياتهم الضعف الذي نعرفه وسقطوا بالسقطات التي نحن معرّضون لها لكنهم قاموا اذ قَبِلوا بيد سيدهم ممدودة اليهم لأنهم عرفوا انه “المانح الواقعين القيام”.
اليه نتوسل ان يقدسنا، ان يقدس حياتنا وأعمالنا وان ينقي نياتنا وان يجعلنا نتذكر انه القدوس الواحد ونحن نتقدس فيه هو الذي قال “من أجلهم- أي من أجلنا- أُقدس ذاتي- فامنحنا نعمتك يا رب وأهلنا ان نصبح أعضاء في شركة قديسيك. آمين.
العدد 24 – في 14 حزيران 1998
ألاحـــد الأول بعد العنصرة
أحد جميع القديسين