معمودية الروح – المطران جورج (خضر )

mjoa Saturday May 21, 2016 86

معمودية الروح – المطران جورج (خضر )

ماذا يعني المسيحيون إذا قالوا إن المسيح مخلص العالم والعالم كان ولا يزال في شقاء؟ ما الذي يخلصه المسيح؟ ان كلمة مخلص مطلقة على المسيح تعني انه في ذاته أولاً حياة العالم وان من تبعه يحيا به ويحيا فيه. لماذا قلت به؟ أظن أنها تعني ان يسوع يقودك إلى حياة ما كان لك عهد بها الا لأنك أخذتها منه والأقوى ان نقول إنه هو الحياة. من لم يعتقد به هكذا لم يصل إليه. بكلام أبسط وأوضح إنه عندنا ليس أحد المعلمين. هو وحده المعلم فإنه هو القائل: “أنا الطريق والحق والحياة”. هو الحاوي الناس جميعا والوجود كله. فاذا بدأت تقرأ وجهه ترى كل شيء إليه وعندئذ يأخذ الناس معناهم والأشياء معناها.

trinitypalaiosthemeronhagpneuالمسيح ممدود رأيت ذلك أم لم تره وإذا لم تقرأ الأشياء منه لا تراها على حقيقتها. المسيح مخلص العالم لأن العالم كله فيه. وليس لشيء استقلال عنه إن كان في هذا الشيء حقيقة أو جمال. كل محاولة لإبعاد أي شيء عن المسيح قتل لهذا الشيء. ويمكن ان تكون في المسيح ولا تعرف، هو يعرف.
النصر الكبير لمن عرف أن المسيح فيه. قبل هذا لا يرى شيئاً. لا شيء يزاد على المسيح لأن المسيح ممدود وإذا كانت لك أية حقيقة فهي منه وعائدة إليه. هو مخلصك انه أنقذك من خطيئة آدم وحواء. هو مخلصك اليوم من الأخطاء والخطايا التي ارتكبتها أنت لأنه يعيدك إليه عندما يجيء إليك. لا شيء من حق أو جمال خارج المسيح ولو اختلفت التسميات. إذا ليس المسيح محصوراً بحدود ما يسمى الكنيسة وليس هو ملكًا للمسيحيين. الناس جمعيًا له بمعمودية أو بلا معمودية. روحه يعمد من يشاء وينصّر (الصاد مشدودة) من يشاء ومن هذا المنظار ليس للكنيسة حدود. ليست محصورة بالمعمدين. هي حيث كان الحب وحيث كان العطاء. والكنيسة المنظورة صورة عن كنيسة أوسع هي في العالم وفوق العالم.
من المعمدين من سقط ومن غير المعمدين من لم يسقط. الروح القدس يعمد من يشاء والمعمد الذي لا يسلك بحسب الروح تكون معموديته حماماً. هذا ليس قولي هذا قول الآباء. المعمودية إشارة إلى أنك اصطبغت بالروح القدس ولكن كثيرون سقطوا منها وذهب عنهم الروح القدس.
والروح القدس ترافقه أو لا ترافقه. وإذا جمدت في محلك ليس لك روح قدس أي ليس معك إله. هناك من بقي معمدًا بالماء ولم يقبل ان يرافقه الروح الإلهي. هذه معموديته بقيت ماء.
ومعمودية الروح تعني طاعة المسيح. وإذا لم تكن هذه الطاعة نكون فقط مرشوشين بماء. والذين أطاعوا المسيح وليسوا على دينه يكونون معمدين بالروح. لا تكرهوا أحداً من غير المسيحيين إذ قد يكون معمدًا بالروح.
جريدة النهار
21 أيار 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share