المتروبوليت الياس (عودة) خلال تخريج طلاب مدارس أبرشية بيروت الأرثوذكسية: ابتعدوا عن كل بيئة موبوءة ومنغلقة وتمسكوا بالأخلاق والقيم

mjoa Saturday July 16, 2016 105

المتروبوليت الياس (عودة) خلال تخريج طلاب مدارس أبرشية بيروت الأرثوذكسية: ابتعدوا عن كل بيئة موبوءة ومنغلقة وتمسكوا بالأخلاق والقيم

beirut

نقلاً عن الوكالة الوطيّة

أقامت المدارس التابعة لأبرشية بيروت للروم الأرثوذكس في مدرسة البشارة الأرثوذكسية – الرميل، حفل تخريج 189 طالبا، برعاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس (عودة) وحضوره، في حضور مديري مدارس: الثلاثة الأقمار، زهرة الإحسان، مار الياس بطينا، البشارة الأرثوذكسية، ثانوية السيدة الأرثوذكسية، إضافة إلى مدرستي القديس كوارتوس الرسول للتنشئة اللاهوتية والقديس رومانوس المرنم للموسيقى الكنسية، ومشاركة أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية وأهالي الخريجين.

المطران (عودة)
وبعد كلمة ترحيب لمديرة المدرسة المضيفة لورا عبد الله رزق، ألقى المطران (عودة) كلمة قال فيها: “اليوم، تودعون المدرسة والدراسة الثانوية وتنهون مرحلة جميلة من حياتكم تتوجونها بالتخرج الذي نحتفل به الآن، لكي تبدأوا مرحلة أكثر جدية تؤدي بكم إلى الحياة العملية التي فيها ستظهر كفاءتكم وعلمكم وإبداعكم. قد تواجهون الخيبة والمرارة والفشل والإنكسار والألم، وربما المرض والفقر والجوع، إضافة إلى الظلم والعنف والقتل والإرهاب والاستبداد والتعصب الأعمى، هذه الآفات التي تتحكم بمجتمعاتنا وتفتك بشبابنا وشاباتنا بسبب الجهل الذي يتحكم بعقول من يمتهن هذه السلوكيات، والتعصب الأعمى الذي يسيرهم وينقادون إليه من دون إعمال العقل والإنصات إلى صوت القلب والضمير”.

أضاف: “في المقابل، النجاح والفرح والحلم والأمل بانتظاركم، إن أنتم قررتم خوض غمار الدراسة الجامعية بنشاط وجدية واندفاع وعمل دؤوب من أجل بنيان النفس واكتساب العلم والمعرفة وصقل العقل ونبذ كل ما يؤدي بكم إلى الهلاك أو إلى أذية الآخر وعدم احترامه أو قبوله أو معاملته كما تشاؤون أن تعاملوا”.

وتابع: “الإنسان كائن مجتمعي، لا يستطيع العيش وحيدا. الإنسان ينمو في العائلة، بين أقرانه في المدرسة، مع رفاقه في الجامعة، مع زملائه في العمل. الإنسان لا يعيش منفردا، ولا تتفتح نفسه إلا في بيئة إنسانية سليمة. لذلك، أوصيكم بأن تبتعدوا عن كل بيئة موبوءة ومنغلقة وفاسدة. تمسكوا بالأخلاق التي اكتسبتموها في البيت والمدرسة، وبالقيم والفضائل التي نشأتم عليها، وأولها المحبة التي هي أم الفضائل والوصية الأولى والعظمى التي أعطاها الرب يسوع لتلاميذه. كونوا متواضعين، منفتحين على الإنسان الآخر، متسامحين، واعلموا أن البشر متساوون في عيني الرب، ولو فرقت الحياة في ما بينهم، وإن قيمة الإنسان ليست في ما يملك أو في الطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها، بل في الأخلاق التي يتحلى بها والأعمال التي يقوم بها من أجل إحلال العدل والمساواة وإحقاق الحق ونبذ العصبيات والإنعتاق من التحجر والتعصب الديني، والإنفتاح وقبول الآخر واحترام حريته واختلافه. لا تهتموا بالقشور، بل غوصوا في أعماق الأشياء لتدركوا كنهها. أصغوا إلى كل ما يحيط بكم من طبيعة وكائنات، وكونوا في حوار مستمر مع الذات والآخرين. حكموا العقل من أجل نقد الواقع بهدف البنيان وإصلاح ما أفسده الفساد، لكن لا تنسوا أن في صدوركم قلوبا إن رويتموها بالفضائل هي قادرة على تغيير العالم”.

وأردف: “لا تهتموا بالخارج على حساب الداخل، ما يحيط بكم ضروري لكم، وقد يكون نافعا، لكن داخلكم، نفسكم والقلب والفكر والضمير، هي التي تبني شخصيتكم وتجعل منكم بشرا يتحلون بالصفات الحسنة والفضائل، وأولا بالإنسانية التي بها تنفتحون على العالم والآخر. لا تدعوا الأنا تتضخم إلى حد التعدي على الأنت، على الآخر. قوة الحياة تكمن في تعايش الأنا مع الأنت بصدق ومحبة، بلا أقنعة وبلا تسلط أو تعد. حاولوا الإنعتاق من التحجر الديني إلى رحابة فكر الله، الذي يدعو إلى المحبة حتى الموت وإلى بذل الذات في سبيل الغير. وليكن قولكم مطابقا لتفكيركم من دون انفصام بين الفكر والقول والفعل. وانظروا دائما إلى الأمام، إلى فوق، متناسين الصغائر ومتخطين العقبات. ولبنان بكم، وبأمثالكم من أجيالنا التي نعول عليها، سوف ينهض من كبوته بإذن الله، ويعود بلد الإشعاع والنور والإبداع. بارككم الرب الإله وجعلكم منارات في هذا العالم الذي يرتع في ظلمات الشر لينهض إلى عالم النور، عالم المحبة والخير والصلاح”.

رزق
من جهته، قال مدير مدرسة زهرة الإحسان نقولا رزق كلمة قال فيها: “باسم مديري مدارسنا الأعزاء، أردت أن أتشارك معكم، ومن خلال كلمتي هذه، تفكرا ووصية وترجيا. التفكر أشاركه مع من آمن بالتربية رسالة والتزم أن يبذل ذاته بحب خفر، مختبرا تنازع الحضور بين الأنا في تمسكها، والذات في انفلاشها. فالحب استملاك إذا لم نضع له حوافز الفسحات، تاركين المدى، لرياح السموات لتلاطف النشئ الجديد، ماسحة بسحر الحرية وشوق الانبعاث سمات أبنائنا ليكونوا منا، من دون منة، يبتعدون ويقتربون في جمالية النمو البشري، ونبقى لهم صفاء الحب في ملاذه، ومصدر الثقة في كماله”.

أضاف: “والوصية أزودكم بها أيها الخريجون، فبين الخطوات الأولى نحو معلمة صف الروضات، وآخر تحفيزات معلميكم، لحظة خروجكم من بوابة المدرسة شبابا أعزاء، محطات في حلوها ومرها انعجنتم فكبرتم رفاق درب، صانعين في ذواتكم ولذواتكم هوية فصرتم، ولأن من خبرات الحياة نتعلم، أوصيكم بأن تحفظوا في كل حين رفاق الدرب الذين معهم اختبرتم الكثير من التحديات وتشاركتم العديد من الاسرار والاخبار التي كانت تعني بعفويتها كيانكم الناشئ، وبنيتم معهم أصدق الروابط وأطهرها، فهؤلاء الرفاق سيكونون لكم أفضل جليس وأصلب سند عندما تفتقدون العون والمساعدة على دروب العمر ومفارقه. إحفظوا رفاق الدرب المدرسية بمحبتكم الكاملة وليحفظكم الله في كنفه الذي به جميعنا نستظل”.

كلمات الطلاب
وبعد توزيع الشهادات على الخريجين، ألقى باسمهم كل من الطالبة يارا المر من مدرسة زهرة الإحسان كلمة باللغة الفرنسية والطالبة زهرة جابر من ثانوية السيدة الأرثوذكسية كلمة بالإنكليزية والطالبة فرح بو كنعان من مدرسة مار الياس بطينا الثانوية كلمة بالعربية خصتن فيها الأهل والمربين بلفتة شكر وتقدير.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share