أبوة الله – المطران بولس (بندلي)
“أكون لهم أباً ويكونون لي بنين وبنات”
هذا ما يقول الرب الإله، خالقنا، ويؤكد بذلك ان علاقته بنا نحن مخلوقاته، يريدها أن تكون علاقة أبوية متجاوزة علاقة الموجود بسبب وجوده.
يلحُّ الله على انه “أب” ولذلك عندما علَّمنا الرب يسوع المسيح الإله المتجسد كيف نصلي طلب منا أن نقول هكذا: “أبانا” الذي في السماوات…
هذا يعني موقفاً تجاه الله -هذا يعلن اننا لا نرى فيه “فزاعة” لا بد من وجودها، كما كان يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير، لكي “يخيف” بها خدامه فيجعلهم يتممون عملهم وهم “مرعوبون” منه ومن قصاصه لهم- كلا ليس هذا هو إلهنا الحي الذي هتف نحوه الرسول بطرس قائلاً: أنت المسيح ابن الله الحي.
وهذا يعني اننا إن أردنا أن نتوجه الى الله “كأب” لن نستطيع ذلك الاّ اذا كنّا “بنين وبنات” له، أي اذا قبلنا صميمياً بأبوته وتصرفنا كأبناء تجاهه -مع كل أخطائنا وخطايانا نحن مدعوون أن نسعى الى تلك العلاقة التي يقدمها لنا ولكنها لا تتحقق الاّ اذا “حاولنا” وباستمرار أن نبادلها، أي اذا سعينا الى التصرف البنوي تجاهه الذي يكمّله هو بنعمة روحه الكلي قدسه- ألا أهلنا الرب لذلك. آمين.
العدد 24 – في 13 حزيران 1999
الأحـــد الثاني بعد العنصرة