أحد النسبة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 106

أحد النسبة – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم تتلى على مسامعنا سلالة بشرية واردة في الاصحاح الأول من انجيل متى تبتدىء بابراهيم وتنتهي بيوسف خطيب مريم التي منها ولد الرب يسوع المسيح.
سلالة تبتدىء بابراهيم الموعود من قبل الله ان من “نسله تتبارك كل الامم” وتصل عبر أجيال مثقلة بخطايا بشرية كثيرة، الى القدوس المولود من عذراء كلية القدسة بحلول الروح القدس عليها.
انها مأساة الضعف البشري الذي يقود الى يأس حقيقي لولا رحمة الهنا الذي يبقى أميناً لتدبيره الخلاصي ولو تخلى البشر عن امانتهم بسبب ضعفهم -فالله يرحم جبلته ولا “ينكر نفسه” وهنا تتجلى قداسته. انه لا يعامل الانسان كما يعامله الانسان ولا يتخلى عن “حبه الازلي الابدي” الذي يدفعه ان يأتي الى الانسان “كما هو” دون ان يهمله أو أن يذدري به. همه ان يحمل اليه الخلاص الذي هو مزمع ان يحققه له -الم يحمل اسمه “يسوع” لأنه الله بذاته المخلص للانسان.

ايها الاحباء اتى الرب متجسداً، دون ان يتخلى عن الوهته، اتى الينا ليخلصنا -فلا نخافنّ من خطايانا لاننا ان قبلنا به كما قبلنا هو، فحينئذ نرتمي على اقدامه كما ارتمى هو في سلالتنا البشرية ويتقوى ضعفنا بنعمته وننتصر به على الخطيئة المحيطة بنا بسهولة ونغلبها بقوته الغالبة لكل شرّ فينا.
ان وعد الله لأب الآباء صادق: بنسله أي بالرب يسوع المسيح تتبارك الارض كلها ومن فيها وليس بالذرية البشرية المنحدرة من ابراهيم لأن الله، اذا راى ذرية مُتعنتة في عدم توبتها، قادر ان يخرج من الحجارة “اولاداً لابراهيم” ونحن مدعوون ان نحصل على هذه البركة المعطاة لنا من قبل المُشرق من المشارق “الآتي الينا من عذراء اصطفاها لتكون أماً له فتلده خلاصاً لنا وللعالم أجمع.
فاذا سمعنا عن سلالة بشرية تحمل “خاتم ضعف البشر” فلنتمسك بالرجاء الحاصل لنا في الاله الظاهر بالجسد وهمه الاوحد ان ينقذنا من حمأة أفعالنا. وان يجعل ظلمتنا تستنير بنوره الازلي، الا أهلنا له بنعمته الغالبة ضعفنا وبقداسته المنتصرة على ادران الخطيئة فينا. آمين.
العدد 51- في 19 كانون الأول 1999
الأحد قبل ميلاد المسيح
( أحد النسبة )

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share