الرب يكشف عن نفسه – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 97

الرب يكشف عن نفسه  – المطران بولس (بندلي)
في حديث الرب يسوع مع السامرية (إنجيل الأحد الماضي) قالت المرأة للسيد: إن مسيّا، أي المسيح، متى يأتي، هو الذي سيوضح لنا كل الأمور الغامضة التي كان عقلها يقف مذهولاً أمامها، واذ به يجيبها بكل وضوح: أنا الذي يكلمك هو (يو26:4).
وفي حديثه مع الأعمى منذ مولده الذي شفاه، وقد روى إنجيل هذا اليوم حادثة تحنن الرب يسوع تجاهه، سأله السيد قائلاً: هل تؤمن بابن الله؟ واذ أجابه: “من هو ياسيد لاؤمن به”، قال له: “قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو” (يو35:9-36-37).

في الحديثين كشف الرب يسوع نفسه، أمّا السامرية التي كانت سامعة بشكل باهت عن مسيّا فقد رأى استعدادها مع كل الضعفات البشرية التي كانت تحمل، مع كل الخطايا التي كانت قد ارتكبتها، انما رأى فيها شخصاً ترك جرته جانباً ليصغي اليه. تركت السامرية الماء المادي الذي كانت آتية لتستقيه لتصغي بقلبها الى من أخذ يحدثها عن ماء غريب ولم تكن تألفه من قبل، فانجذبت الى الكلام الذي لم تكن تفهمه ولكنها أصغت اليها، فنراها لا تتردد، عندما أعلن لها هويته، أن تترك جرتها أي أداة احتوائها للماء المادي الذي كانت آتية من أجله لتذهب وتعلن عمَّن وعدها بماء آخر لا يعطش الإنسان اذا ما شرب منه. أسرعت بعيداً عن جرتها لتنادي الناس كي يأتوا الى من “فضح” خطاياها لكي “يشفيها منها”. فتطوعت أن تكون قناة يأتي بواستطها أهل مدينتها نحو من تيقنوا انه المسيح مخلص العالم (يو42:4).
وأما بالنسبة للأعمى منذ مولده، فبعد أن مرّ بمواجهة قاسية لليهود الذين كانوا يريدون أن يحجبوا عنه من شفاه، فها هو يجاهد ضد مكايدهم السيئة النية -ان جماعته المتقوقعة على ذاتها تحاول أن تمنعه من التعرف الى السيد الرب القادر على كل شيء، لكنه لم يرضخ لهم. تشبث بمن فتح عينيه، أعلن قدرته الفائقة العالم. لقد صادفه الرب يسوع وسأله عن إيمانه بابن الله- أما هو فكان مستعداً أن يعلن إيمانه بمن يكشفه له السيد، فكشف له عن نفسه. انه كان يحاول أن يتعرف على الرب! محاولته كانت واضحة. سعيه أن “يرى” من شفاه واضح كعين الشمس. كان يحاول ان يفتح عيني قلبه لكي لا تغطيها غشاوة يسببها إثم اولئك الذين لا يريدون أن يؤمنوا. فصرخ نحو السيد عندما قال له: أتؤمن بابن الله؟ من هو كي أؤمن به؟ ان السيد فتح عينيه أما هو فلم يكتفِ بذلك، أكدَّ بالحاح طلبه بأن تُفتح عينا قلبه فتحنن الرب عليه ورآه إلهاً مفتقداً ضعفات البشر، فسجد له.
أهلنا يارب أن نؤمن بك كالسامرية والأعمى من كل قلوبنا فتتمجد فينا معلناً انك المسيح ابن الله حينئذ تعطينا قوة لنعلنك الى عالم لن يخلصه الاّ أنت. آمين.  
العدد 20 – في 16 أيار 1999
أحـــد الأعمى

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share