قوة الصلاة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 66

قوة الصلاة  – المطران بولس (بندلي)
“كان ايليا انساناً تحت الآلام مثلنا وصلّى صلاة …” (يعقوب 17:5).
عيّدنا يوم الثلاثاء الماضي في العشرين من هذا الشهر لعيد القديس النبي الياس الغيور ويلفت الكتاب العزيز نظرنا الى وضع هذا الرجل المعرّض للآلام والطريد من الأشرار الذي تأمل باستمرار في رحمة الله، فصلى! وصل الى حافة اليأس أمام شراسة ملكة عاتية فصلّى! وجد نفسه أمام ولد ميت لإمرأة أرملة استضافته فصلّى وأقام ابنها ليس بسلطانه الخاص ولكن بقوة الله القادر على كل شيء! تحداه كهنة البعل الوثني وكان عددهم أربع مائة وخمسين وكان هو “وحده” مقابلهم، فصلّى ونزلت النار من السماء استجابة لصلاته!

الصلاة ضرورية جداً، هذه الصرخة التي نوجهها الى الله، ونحن تحت الآلام مثله، لا يغفل عنها الله ولا بصورة من الصور، ألم يقل لنا الرب يسوع: أسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يُفتح له (متى 7:7-8) مؤكداً علاقة الآب السماوي بنا كبشر أبنائه، ومعلناً اننا اذا كنا نعرف كيف نعطي أولادنا عطايا جيدة فكم بالحري “هو أبونا” يهب الخيرات للذين يسألونه! (متى 11:7).
أيها الأحباء نحن مدعوون أن تدخل الصلاة حياتنا، أن تختلط بها -ربما لم نشعر بها ربما نجد الكلمات تخرج بصعوبة من أفواهنا، ربما لا نجد الكلمات، فهذا أمر لا يلغي صلاتنا، انها حركة صراخ من الأعماق ولو لم نشعر بها- كلام الهنا صادق والذي خلقنا قادر أن يساعدنا وبطريقة أفضل بكثير مما نستطيع أن نفكر به وبشكل أكمل مما ننتظره لأن الهنا يعرف الحاجة قبل الطلب، انما صرختنا اليه تجعلنا نثبت في الرجاء انه لن يتركنا أبداً وهو الذي أكد أنه سيبقى معنا الى انقضاء الدهر (متى 20:28).
فلنقبل اليه بثقة ايليا الغيور وحينئذ نتأكد بثقة تتثبت فينا رغم الشدائد والآلام بأنه الأب السماوي الساهر علينا وعلى المختصين بنا برأفته التي لا توصف فنمجده معه الى أبد الدهور.
العدد 30 – في 25 تموز 1999
الأحـــد الثامن بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share