كيف نستقبل العام الجديد؟ – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 221

كيف نستقبل العام الجديد؟  – المطران بولس (بندلي)
وأنا أكرز بسنة الرب المقبولة (لوقا 19:4)
سنة جديدة دخلت! كيف نستقبلها؟ هل ستكون بالنسبة لنا سنة جديدة بمعنى أنها تطوي سنة ماضية حملت صعوبات امتزجت بأفراح، فانقضت وأتى عام جديد ننتظر أن يمر كالأعوام السابقة؟ أم ننتظر أن يكون أمر هذا العام الجديد مختلفاً، مميزاً بطريقة من الطرق؟ نشعر أننا بحاجة الى شيء ما يكسر رتابة الزمن في حياتنا ونتساءل من يحل لنا عقدة الزمن هذه؟

واحد أحد يستطيع أن يجيبنا عن أسئلتنا وهو الاله الذي افتقدنا من علياء سمائه، فأتى يعيش بيننا لكي يكرز بسنته المقبولة. فإذا عرفنا كيف تكون سنتنا سنة “له” حينئذ يزول قلقنا من أن يخيب انتظارنا ويبدد رجاؤنا.
أيها الأحباء ان الكلمات التي ذُكرت في مستهل هذه الكلمة تفوّه بها الهنا المتجسد عندما قرأ في سفر أشعياء النبي الذي دُفع اليه في مجمع الناصرة حيث كان قد تربى، والمقطع الذي قرأه الرب يسوع ابتدأه هكذا: “روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني  لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المسحقين في الحرية” (لوقا 18:4) وختمه بالآية الآتية: “وأكرز بسنة الرب المقبولة” (لوقا 19:4) فهذا هو الذي يجعل سنتنا جديدة بالحقيقة ومختلفة عن سابقاتها: أن نسير فيها ليس بإلهام بشري بل بدافع الروح القدس الذي يخلق ويجدد دائماًَ وجه الأرض، هذا الروح الالهي الذي يوجّه حياتنا في اتجاه المساكين كي ننقل اليهم بشارة الخلاص الآتي اليهم والينا، الذي يشدد خطانا كي ننقل للمنكسري القلوب الرجاء الوطيد بالطبيب الالهي الذي “يرمم العظام المنكسرة” بسبب مآسي هذا العالم، الذي يقوي عزيمتنا كي ننادي للمأسورين المغلق عليهم بأنهم سيُطلقون حتماً بنعمة من بيع لكي يحررنا، الذي يفتح عيني قلوبنا لكي نؤكد للعمي بأنه أتى اليهم من وحده يفتح عيون العميان منذ مولدهم العائشين في ظلمة وظلام هذا الدهر، الذي يقوي عزائمنا لكي نرفع الأثقال التي تسحق البشر فيرفعون أعينهم الى العلاء من حيث يأتي عونهم.
هذا هو العمل الذي نُدعى لكي نتممه، فإذا ما نسينا أنفسنا لكي نلتفت الى الآخرين فنعرّفهم أن الروح القدس الحال فينا هو الذي يقدّس سنتنا الجديدة بنعمة من افتقدنا من العلاء، مخلصنا، حينئذ تُفك عقدة رتابة زمننا، فنكرز مع السيد بالسنة المقبولة كونها ارتسم عليها نور الرب الذي لا يغرب أبداً له الكرامة والسجود الى الأبد. آمين. وكل عام وأنتم بخير.
العدد 1 – في 3 كانون الثاني 1999
الأحـــد قبل الظهور الالهي

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share