رعيّة الميناء تلتقي في أمسية ترتيل
بدعوة من مجلس رعيّة الميناء وببركة راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما المتروبوليت أفرام ( كرياكوس) ومشاركته، قدّمت جوقة الترتيل الكنسيّ في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس – الميناء، بقيادة المرتل ميشال معلوف، مساء الخميس 9 أيلول 2016، باقة تراتيل بيزنطيّة لِمناسبة بدء السنة الكنسيّة وعيد ميلاد السيّدة العذراء والدة الإله واستهلال العام الدراسيّ الجديد.
وقد حضر الأمسية، إلى جانب سيادته، قدس الأرشمندريت يوحنّا بطش، الإيكونوموس ميخائيل الدبس، الأب باسيليوس دبس، الأب جوزف عرب والشمّاس بشارة عطالله ولفيف من المؤمنين.
بدايةً رحّب الأخ فادي واكيم بملاك الأبرشية والكهنة الأجلاّء وجميع الحاضرين الذين التأموا لسماع كلمة الرَّبّ والعمل بها بإخلاص بآية “ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معًا” (مز 1:133) مُتمنّيًا للجميع مواسم مباركة وعامًا دراسيًّا موفّقًا لكافة الطلبة، مع التوصية بِتكاتف الجميع إكليروسًا ومجلسًا ومؤمنين للعمل بما يُرضي الربّ.
ثم أُفسح المجال لجوقة الترتيل الكنسيّ التي رفعت الجميع بأدائها المُتقن إلى الأجواء السماويّة فضلاً عن بعض التأمّلات الروحيّة للأخوين الإيبوذياكون روي أنطون وزينة حصني سعادة.
بعدها شكر الأخ فادي واكيم الحضور على مشاركتهم فضلاً عن تيلي لوميار لاهتمامها بِالتغطية التلفزيونيّة، متمنياً عيداً مباركاً للجميع وطالبًا من صاحب السيادة مُباركة اللقاء بكلمةٍ منه حيث أعرب سيادته عن فرحته الغامرة بهذا اللقاء قائلاً: إنّ التراتيل التي سمعناها جميلة جداً ولها طابعٌ ملائكيّ ولكن لا بدّ لنا من أن نتذكر جوهر عيد ميلاد السيّدة العذراء والدة الإله ومضمونه.
وطرح سيادته بعض التساؤلات:
– ماذا تعلّمنا العذراء مريم في هذا العيد وفي كلّ عيدٍ لها؟
– كيف أعطت الكنيسة هذه الأهميّة الكبيرة لميلاد السيّدة ودخولها إلى الهيكل، دون أن تكون مذكورة في الإنجيل؟
وأكمل موضِحًا أنّ ميلادها ودخولها الى الهيكل ورقادها كان بإلهام من الروح القدس، وأنّنا نؤمن في كنيستنا انّ الوحي منه لم يقتصر فقط على الإنجيل الذي لم يُخبِر كلّ شيء عن العذراء مريم ممّا حذا بها إلى تبنّي هذه الأعياد فضلاً عن الشعب المؤمن.
وتابع أنّ أهميّة هذا العيد يتمثل انّ مريم العذراء لم تتكلّم ولم تَظهر كثيراً في الإنجيل، إلاّ في بعض المواقع، وأنّه من خلال تتبع خِدم أعياد السيدة كخدمة ميلادها ورقادها نُلاحِظ قراءة إنجيل معيّن ألا وهو إنجيل لوقا الذي تحدّث عن أُختيّ لعازر ” مرتا ومريم” مُقارِناً بينهما لِناحية طاعة الله ومُبيناً الإختلاف الجذريّ في أسلوب استقبال الرَّبُّ يسوع، بحيث انشغلت مرتا بأمورٍ كثيرة بينما انصبّ اهتمام شقيقتها مريم على شخص الربّ يسوع عبر الإستماع إلى كلامه وحفظه في قلبها وعيشه. طالبًا منّا أن لا ننشغل بأمور كثيرة لأن الحاجة إلى واحد “مرتا مرتا أنتِ مرتبكة ومهتمة بأمور كثيرة إنما الحاجة إلى واحد”.
وَخلُصَ إلى القول أنّ علاقتنا بمريم العذراء في الكنيسة الأرثوذكسيّة ليست عاطفيّة، بل وجوديّة وجوهريّة، بكونها كانت إنسانةً مكرّسة بالكليّة لِلربّ منذ صغرها، حيث كانت تسمَع كلامه وتحفظه في قلبها كما يقول الربّ يسوع: ” طوبى للذي يسمع كلام الله ويحفظه في قلبه”.
وختم مُوصِياً بأن نتذكر دائمًا إن الكنيسة تركّز بالدرجة الأولى على الربّ يسوع التي كانت مريم مكرّسة له باعتبارها كانت تسمع كلامه وتعيشه منذ صغرها حتى نهاية حياتها.
هذا مّا أفضى إلى وضع الآباء القديسين هذه الخِدم التي تبنّتها الكنيسة والشعب معًا لكي تكون مريم مثالاً لنا لِنسمع كلام الله ونعمل به.
ختامًا انتقل الجميع للمُشاركة بِمائدة المحبة مع توزيع أيقونات للمناسبة.