” أنتم أهلُ الرسالة“
ورشة الهوّية النهضويّة
المخيّم الرابع – دير مار يعقوب – كرم سدّة، زغرتا
11 – 18 أيلول 2016
فراس خوري – مركز دمشق:
” في حركة الشبيبة الأرثوذكسية من لا يشعر بانتمائه الى الكلّ الحركيّ ولا يصبو الى لقاء الأخوة خارج فرعه او مركزه ليس حركيًّا ولا من يحزنون“ (الأخ رينيه أنطون ).
بقلوبٍ ممتلئةٍ بالإيمان، وعيونٍ يسودها أملُ اللقاءِ بالمسيحِ الموجودِ في سمات وجوههم وتفاصيل وجدانهم، ومن أجل عيش حياة الشركة مع بعضهم في هذه الأيام القصيرة، ورغبةً منهم في النهضة التي كانت وما تزال حاجة ملحّة للكنيسة عامّة وكنيستنا الأنطاكيّة بشكلّ خاص، ولرفع “علمًا من نسج كفّ الحركة” الذي نستظّل بظلّه جميعاً، بهذه الطموحات انطلقت وفود المشتركين الغير اَبهين ببعد المسافة ولا بتعب السفر من معظم مناطق سوريا ولبنان الى دير مار يعقوب في كرم سدّة زغرتا – هذا الدير المتّكئ في أحضان الطبيعة المتمتع بإطلالة خلاّبة تُجّسِد نعمة الله في خلقه.
وبعد قطع مئات الكيلومترات أطلّوا وعددهم ٤٦ شخصًا وافدين من دمشق وحمص وطرطوس وبيروت والبترون وطرابلس وجبل لبنان وعكّار وزحلة وحوران.
وصلنا وجلّ هدفنا عيش النهضة الحركيّة ونقلها الى فروعنا.
وفي ظلّ المحبّة والتاَخي والألفة السريعة التي ظهرت بيننا، أوّل ما التقينا في صلاة الغروب ثمّ مع الأب يوحنّا عازار حول تأمّل كتابيّ من رؤيا يوحنّا، شدّد فيه على ضرورة الصلاة و قراءة الانجيل المقدّس حتى في حالة عدم الفهم التامّ للإصحاح أو المقطع، كما وتمّت الإجابة على الأسئلة المطروحة من خلال النصّ الكتابيّ.
بعد العشاء توجّهنا الى قاعة الاجتماع حيث تعلّمنا نشيد الحركة « يا شبابًا ارثوذكسيًّا » وقد أنشده الإخوة بكلّ ما أتت حناجرهم من صوت مليء بالعاطفة والإحساس. تلا النشيد مشاهدة فيلم ” Courageous” الذي يحمل الكثير من المعاني كالثقة المطلقة بالله وعدم اليأس والكثير غيرها من العبر، ثمّ مناقشته. اختتم اليوم الأول بصلاة النوم الصغرى.
انطلاقة اليوم الثاني كانت بصلاة السّحر ثمّ لقاء مع الأخ غسان الحاج عبيد الذي تلا علينا مقاطع عدّة من الانجيل. واضحًا كان مدى تأثر الحاضرين بكلّ كلمة قالها كونها نابعة من قلبٍ عامر بالإيمان. ثمّ توزّعنا إلى خمس لجان عمل للتأمّل في نصّ كتابيّ بعنوان ” طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ” حيث تمّت قراءة اَياتٍ من إنجيل لوقا والحوار حول قصّة مرتا ومريم وأهمّيّة الإصغاء الى كلام المسيح وتفضيل الأمور الروحيّة عن الدنيويّة وتمّت ايضاً الإجابة على الأسئلة المتعلّقة بالنصّ ومناقشتها.
المحطّة الثانية كانت مع الأخ جورج رزق في جلسة بعنوان ” تقنيّات التواصل والحوار” شرح خلالها الأخ جورج أهميّة عمليّة الاتصال والتواصل والفرق بينهما وقسّم عمليّة التواصل الى 1-مرسل 2 -رسالة 3-وسيلة اتصال 4-مستقبل وأوضح أنّ لكلّ هدف رسالة ولكلّ رسالة هدف وتمّت الإشارة الى أهميّة الكلام في عمليّة النهضة والتبشير. ” إنّ روحَ الكونِ عطشى للكلام “.
بعد الغذاء والاستراحة تم عرض فيلم الهويّة النهضويّة الذي يتحدث عن حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة وموجز عن أعمال بعض القامات الحركيّة وعبر معيّنة من اقوالهم كالمطران جورج خضر والمعلّم كوستي بندلي وغيرهم، وتمّ ايضاً التعريف بحلقات ورشة الهويّة النهضويّة :
1- ضرورة الحركة في كلّ زمن
2- ضرورة حياة الجماعة
3- تعليم الرسل: تاَلّف المؤمنين مع الانجيل في الفرقة الحركيّة
4- شركة كسر الخبز، الصلوات
بعدها تابعت الفرق الخمسة أعمالها كفرق عمل حول ورشة الهويّة التي تمحورت حول مواضيع عدّة: كضرورة وجود الحركة والالتزام الحركيّ والإنتاج الفكريّ الحركيّ وغيرها …
كما تمّت الإجابة على الأسئلة المتعلقة بكلّ مستند ومناقشتها…
بعد صلاة الغروب انطلقنا نحو ” بحيرة بنشعي” حيث أمضينا وقتاَ ممتعاَ في الطبيعة والنشاطات المتاحة في البحيرة والتقاط الصور التذكاريّة وكان الفرح والسرور يملأ وجوه الجميع .
عند الثامنة مساء، عاودت الفرق اجتماعاتها بجلسة ثانية حول ورشة الهويّة تلاها العشاء وبعدها كانت السهرة المحضرة من قبل مجموعة من الإخوة من مركز طرابلس تضمّنت ألعابًا مسلّية ومرحة، وباقة من الأغاني التراثيّة السوريّة واللبنانيّة بمرافقة فرقة موسيقيّة متناغمة. ختامًا صلاة النوم الصغرى .
أطلّ صباح يوم السبت الذي بدأ بصلاة السحر تلاها الفطور بعد ذلك أكملت الفرق اجتماعاتها حيث قامت بإعداد عرض حيويّ للنتائج المستخلصة من جلسات اليوم السابق وتقديمها بالطريقة المناسبة. فمنهم من اختار التمثيل والكوميديا الهادفة ومنهم من قدّمها بطريقة لعبة والبعض الآخر استعمل الغناء… وقد أثنى الأخوة المسؤولون على عمل جميع الفرق.
أيضًا، تمّ تحضير ورقة بعنوان « أنتم أهل الرسالة » وترك فيها حريّة المجال للمشتركين لكي يكتبوا اَية من الانجيل تعجبهم او عبارة تروق لهم يعبّرون من خلالها عن مشاعرهم…
بعد الغداء اجتمعنا في المخيّم مع مجموعة من الإخوة من مركز دمشق – فرع صحنايا المخيّمين في دير سيدة النوريّة، قاموا بزيارتنا من أجل المشاركة في حلقة ” النهضة في فكر كوستي بندلي وشهادته ” وكالعادة كانت المحبّة المتجدّدة والودّ العنوان الأبرز في هذا اللقاء. انطلقت الحلقة بعرض فيلم عن الأخ كوستي بندلي من تحضير إخوة من فرع الميناء في مركز طرابلس يتحدّث عن بعض اعماله و كتبه و مدى تأثيره في النهضة الحركيّة. ثمّ أدلى الأخ رامي حصني من مركز طرابلس – فرع الميناء بشهادته حول الأخ كوستي انطلاقًا من العلاقة الشخصيّة التي ربطته به، سلّط الضوء في شهادته على مدى التزامه وتواضعه اللافتبن ومتابعته لكلّ شخص ومرافقته له بصلاته اليوميّة… تلا ذلك عرض مقطع فيديو لرسالة وجهّها إلى المخيّمين الأخ فادي نصر – الأمين العام للحركة الذي لم يتمكّن من الحضور بسبب وجوده خارج البلاد.
توزّع الأخوة من فرع صحنايا على الفرق المقسّمة حيث قامت كلّ مجموعة بالبحث في مواضيع توزّعت على الشكل التالي: 1- الفرقة الحركيّة 2- موقف إيمانيّ من الطائفيّة 3- المجتمع الاستهلاكيذ 4- الإيمان مرتبط بالحياة، ٥- الكتابة في الأمور الكنسيّة، تمّت فيها مناقشة العديد من الأفكار وقراءة المستندات الخاصّة بكلّ مجموعة والاجابة على الأسئلة المطروحة وتدوين النتائج.
بعدها التقى الجميع في صلاة الغروب.
أمّا السهرة الأخيرة فكانت من تحضير الإخوة في مركز حمص وكانت غنيّة بالألعاب الهادفة والتسالي الممتعة وكالعادة الختام بصلاة النوم.
انطلقنا يوم الأحد للمشاركة في القدّاس الإلهيّ في رعيّة كفرحريز – الكورة التايعة لأبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، برئاسة قدس الأب توفيق فاضل كاهن الرعيّة. بعد القداس تناولنا الفطور ثمّ عقدت الجلسة الختامية التقييميّة حيث تمّ اجراء استطلاع رأي عن المخيّم والمقترحات المطروحة من أجل تحسين العمل. ثمّ قام الأخ عماد حصني بشكر رعيّة كفرحزير والأب توفيق فاضل لتعاونهم مع الحركة في مختلف اعمالها كما وشكر جميع الأخوة الذين قدموا من بعيد للمشاركة في المخيّم وتمنّى ان يكون المسيح ونعمة الروح القدس مرافقين لهم في كلّ مراحل حياتهم وان يكونوا أهلاً للرسالة. ثمّ تمّت قراءة ما دوّنه المشاركون في ورقة ” انتم أهل الرسالة ” (المذكورة سابقاً) مثل:
1- من عمّل وعلّم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات
2- أنتم ملح الأرض أنتم نور العالم
3- أحبّوا بعضكم بعضاً كما انا أحببتكم
وبعد غداء سريع ودّعنا بعضنا، بعينٍ دمعة فرح اللقاء والتجربة التي عشناها، وبالعين الأخرى دمعة حزن على الوداع وانتهاء رحلة هذا المخيم.