أعجوبة العنصرة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 177

أعجوبة العنصرة – المطران بولس (بندلي)

“لا تبرحوا المدينة المقدسة قبل أن تلبسوا قوة من العلاء” (أعمال الرسل -الاصحاح الأول) بهذا الكلام أوصى الرب يسوع تلاميذه قبل صعوده اللى السماء. ان هذه القوة التي وعدوا بها أتتهم فعلاً بحلول الروح القدس عليهم.

نلاحظ انهم تغيَّروا من أناس خائفين قد أوصدوا الأبواب لكي لا يدخل أولئك الذين كانوا متجمهرين بأعداد كبيرة. كانوا خائفين من الذين في الخارج. ولكنهم كانوا ينتظرون تحقيق وعد الرب لهم. ولذا عندما حلَّ الروح القدس عليهم تجاوزوا خوفهم وفتحوا الأبواب المغلقة وخرجوا خارجاً ليس لكي يهربوا ولكن لكي يكلموا أولئك الذين كانوا يخافونهم، لكي يقولوا لهم كلام الخلاص ولكي يعلنوا لهم ان المسيح حقاً تألم، حقاً صُلب، حقاً مات على الصليب وحقاً دُفن وحقاً قام! وأخذوا يكلمون أولئك الذين لم يكونوا مستعدين أو على الأقل مُعَدّين لقبول هذا الكلام، فاقتحموا السدود التي كانت تفصلهم عنهم معلنين لهم الحقيقة الخلاصية ومجاهرين بها علانية يا لعظمة قدرة الروح الكلي قدسه، أولئك التلاميذ الضعفاء، قواهم ليجاهروا بإيمانهم بالرب، أولئك الذين بالكاد كانوا يعرفون لغتهم، مكّنهم الروح القدس أن يكلموا بعظائم أولئك الذين كانوا يتكلمون بلغات متعددة ومختلفة وان يجتزبوهم إلى معرفة الإله الحقيقي الرب يسوع المسيح وأن يقبلوه مخلصاً وفادياً.
ان الروح القدس أعطاهم موهبة إيصال رسالتهم إلى الجميع دون استثناء. وهكذا كسروا طوق القَعْقَعَةِ على أنفسهم وانفتحت الكرازة وشملت العالم كله.
هذه هي الأعجوبة الكبيرة التي تحققت في هذا اليوم المبارك! وقد تمت عندما حلَّ الروح الكلي قدسه على الرسل القديسين الأطهار.
وهذا الأمر لم ينحصر في حادثة تمّت مرة واحدة في تاريخنا. اننا مدعوون إلى عنصرة تحدث في كل يوم! فنحن الذين اعتمدنا بالماء والروح القدس نحن الذين تتقدس في كل قداس إلهي قرابيننا بحلول الروح القدس عليها فتتحول إلى جسد الرب ودمه الكريمين، نحن الذين يُستدعى الروح القدس لكي يحل علينا فيجعلنا أهلاً ان نضم الجسد والدم الإلهيين إلى جسدنا ودمنا فنتأله بهما ونأخذ في أجسادنا المائتة عربون الحياة الأبدية، نحن مدعوون إلى عنصرة دائمة نكسر فيها طوق التقوقع على أنفسنا فنلاقي كل انسان وضعته العناية الإلهية في طريقنا ونخرج دون خوف إلى العالم لنقول له كما قال بطرس الرسول: لسنا سكارى كما أنتم تظنون، نحن بحلول الروح الكلي قدسه نعطى قوة وفهماً يفتحان أمامنا بكل وضوح الطريق لكي نصل بنعمة الروح القدس إلى كل انسان فنقول له: لقد قام الرب يسوع بالحقيقة وها هو قائم فينا وفيك. فلنمجده إلى أبد الدهور. آمين.   

العدد 25 – في 18 حزيران 2000
أحـــد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share