القبر المفتوح – المطران بولس (بندلي)
يا يسوع الحياة في قبر وُضعت فالجنود السماوية انذهلت كلها ومجدت تنازلك. هذا ما ننشده في خدمة جناز المسيح -فننظر إلى الحياة بل “حياتنا” (بالتخصيص) موضوعة في قبر.
عادة يُدفن الأموات في قبر لكننا نرى أمراً جديداً مختلفاً عن المألوف، نرى “الحياة” موضوعة في قبر. ولذلك نلتمس رهبة عند يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس التلميذ بالسر الآتي إلى الرب في الليل، عندما يحضران ليدفنا الرب يسوع في قبر.
ان هذه الحياة الموضوعة في قبر تُواجه برديّ فعل متناقضين: من جهة تثير اقداماً جسوراً عند الذين “ينتظرون ملكوت الله” مثل يوسف الرامي، فيحتضن بين ذراعيه جسد معطي الحياة ليدفنه في قبر جديد، بينما تثير من جهة ثانية ردة فعل عند اليهود، مختلفة تماماً، اذ انهم لا يستطيعون أن يواجهوا، وحتى أن يفكروا لحظة واحدة، بأن المدفون الإلهي يمكنه أن يفجّر القبر بمحبته للبشر وأن ينهض منه المقيدين منذ الدهر بسلاسل الموت.
لقد طلب اليهود إلى بيلاطس أن يضبط القبر حتى اليوم الثالث خشية أن يأتي تلاميذ هذا “المضل” ليلاً ويسرقوا جسده فيقولون أنه قام من بين الأموات.
مقابل ذلك هناك نساء حاملات الطيب المسرعات والمجدات نحو قبر المسيح ينظرن من بعيد أين وُضع جسد معطي الحياة لكي يقدمن فجر اليوم الثالث على عمل غير منتظر من ضعفهن البشري وهو الانطلاق نحو القبر المضبوط بالحراس، الذين أوكل اليهم الاّ يتركوا أحداً من أخصاء الدفين أن يقترب كي “لا يُسرق” الجسد و “يُزعم” بأنه قد قام من بين الاموات.
لكن الملاك قد دحرج الحجر عن باب القبر وقام الرب ناقضاً أوجاع الموت!
أيها الأحباء إذا ما رددنا أن المسيح قام حقاً، فهذا يدعونا ان نحمل حياته في أجسادنا المائتة -هذا يدفعنا إلى قبول المسيح حياً وحاملاً لنا الحياة الحقيقية التي لا تفنى ولا تنتهي، أي نقبل به دائساً فينا الخطيئة المسببة للموت.
المطلوب منا أن نكون أبناء نور القيامة وأن تكون حياتنا ساعية إلى هذا النور الذي لا يعروه مساء ولكن لا يُفرض علينا -اننا نردد: اليوم يوم القيامة فسبيلنا ان نتلأ لأ بالموسم ونصافح بعضنا بعضاً ونقل يا اخوة ونصفح لمبغضينا عن كل شيء في القيامة ونهتف هكذا قائلين: المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور.
العدد 18- في 30 نيسان 2000
أحـــد الفصح المقدس