المسيرة المقدسة – المطران بولس (بندلي)
في مسيرتنا الميلادية نتجه نحو القدوس الواحد الرب الواحد يسوع المسيح وها الكنيسة المقدسة وفي أعيادها المتتالية تضع برفقتنا أولئك الذين تقدسوا بالاله المتجسد الآتي إلينا لكي يصبح تعييدنا لهم موقعاً لنتذكر القدوس الذي بنعمته تقدسوا ونتذكر في عمق تأملنا اننا إذا أردنا أن نتقدم مثلهم نحو الحَمَل القدوس الآتي لخلاصنا وخلاص العالم أجمع فعلينا قبل كل شيء أن نتذكر جهادهم الكبير كي نقتدي به!
أيها الأحباء، يوماً بعد يوم نقترب من إلهنا المفتقد لشعبه الرازح تحت وطأة الخطيئة، يوماً بعد يوم ندنو من طفل إلهي أراد أن يتنازل إلينا وها نحن نقترب منه لأنه هو الذي تحرك نحونا، فهل يكون هذا الاقتراب مجرد تحرك جسدي أو تلتهب أرواحنا وعقولنا نحو الذي يأتي إلينا لابساً طبيعتنا دون أن تطرأ عليه أية استحالة، فيحولنا إلى آنية متنفسة تحواها كما حوته المغارة قبله المذود! نحن أمام سر تنازل إلهنا إلينا فلنسرع نحوه بإيمان وشوق لكي نصير مشاركي الحياة الأبدية التي يدعونا اليها باستمرار.
ان الرجاء بأن نتابع بمعونته مسيرتنا نحوه لكي نقبل اليه ليس بالمظاهر وحدها بل بقلوبنا التي تنسحق أمامه كي يقويها ويرفعها -انه الآتي ونحن على استعداد أن نستقبله صارخين: يا من تنازلت إلينا أعطنا أن نستقبلك بقلوب نقية، أعطنا أن ندخل مسيرة القداسة التي تقربنا اليك، هب لنا أن نعيّد حقيقة للقديسين الذين تقدسوا بك واجعلنا نتقبل نعمتك محاولين مثلهم أن نكون أمناء لك حتى النهاية وشهوداً لمحبتك. آمين.
العدد 50 – في 10 كانون الأول 2000
الأحـــد الخامس والعشرون بعد العنصرة