تأمل في وحدة الكنيسة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 251

تأمل في وحدة الكنيسة – المطران بولس (بندلي)
“بمناسبة أسبوع الصلاة من أجل الوحدة”

أؤمن بكنيسة واحدة، مقدسة، جامعة، رسولية.
هذا ما نعلنه في دستور ايماننا وهو ما نحن مدعوون أن نتأمل به ملياً!
أيها الأحباء، إن وحدة الكنيسة ليست مطلباً بشرياً، لأن البشر يبنون هذه الوحدة، كما يتصورونها، على حسابات، في كثير من الأحيان، تستند على اعتبارات محض بشرية وذات آفاق ضيقة جداً تهدد بخنق الجهود المبذولة في مهدها وبالتالي يجد الساعون إلى وحدة حقيقية ثابتة، يجدون انفسهم، مع كل حسن نواياهم، معرضين لخيبات آمال متتالية وفي نهاية المطاف يصيبهم الاحباط ويفقدون الرجاء ويصلون إلى النتيجة الآتية: الوحدة غير ممكنة وسنبقى متفرقين!

“ما هو غير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله” هكذا يجيب الرب يسوع المسيح سيّد هذه الكنيسة ورأسها الأوحد ولذلك هو الضامن الوحيد لوحدتها، هو الذي صلّى إلى أبيه السماوي المساوي له في الكرامة والجوهر والسجود لكي يجعل “واحداً” الذين يؤمنون به.
هو الذي صلب أهواءنا التي تسبب تفرقتنا عن بعضنا البعض، سمّرها على صليب كُسر جسده وسُفك دمه عليه -انه دفع ثمن وحدة كنيسته غالياً، بالدم الإلهي المهراق لكي يطفئ به نيران الشهوات المبعدة الإنسان عن الإنسان.
لن نيأس أبداً من تحقيق الوحدة، إننا نصلي من أجلها “من أجل سلام كل العالم واتحاد الجميع”. إننا نلتمس من رحمة ربنا “الاتحاد في الايمان وشركة الروح القدس” المشارك للآب والابن في الثالوث الإلهي الواحد في الجوهر والمثلث في الأقانيم.
إن وحدتنا أكيدة لأنها مدعوة أن تُبنى على صلاة إلهنا   وعلى صليبه المغروس في وسط أرضنا فقد رُفع عليه كي يجذب اليه الجميع، فيضمهم بضمة حب لا متناهي ويجمع أبناء الله المتفرقين إلى اتحاد واحد.
فلنتابع كل مساعينا لكي نكون واحداً “فيه” وهكذا نعلن ايماننا بكنيسة واحدة في رأسها يسوع المسيح، مقدسة بدمه المهراق على الصليب، جامعة لكل البشر دون استثناء، ورسولية تحافظ في في صميمها على وصية الرب لرسله بأن يبقوا متحدين بعضهم ببعض في رباط إلهي لا بشري يجمعهم إلى بعضهم البعض في اتحاد يحركه الروح القدس بنعمته الأزلية. آمين.

العدد 4 – في 23 كانون الثاني 2000
الأحـــد الرابع والثلاثون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share