عرش النعمة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 164

عرش النعمة – المطران بولس (بندلي)

اليوم ينتصف صومنا الأربعيني المقدس!
اليوم نسجد لصليب الرب المرفوع لكي يرفعنا إلى فوق ولكي يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد!
اليوم نحن مدعوون أن نأخذ قوة من الإله المصلوب كي نتمكن أن نتابع جهاد الأيام الأربعيني، فنصل إلى صليب مغروس على رابية في المدينة المقدسة عليه يتم سر التدبير الإلهي من أجل خلاص الإنسان!
اليوم يتراءى لنا شهاب نور المسيح المضيء للجميع فنأخذ منه قوة كي تتشدد عزيمتنا فنتابع السير نحو قبر وضعت فيه حياتنا!

اليوم ننشد مع الكنيسة جمعاء قائلين: “لصليبك يا سيدنا نسجد” فنتابع بعد ذلك فها “عرش النعمة” يرتسم في أفقنا وهو الصليب بعينه الذي صُلب عليه “رب المجد” “الملك الحقيقي” الذي مملكته ليست من هذا العالم كما أكد الرب نفسه في جوابه إلى بيلاطس!
 “عرش النعمة” هذا هو صليب طالما اعْتُبِرَ أداة لعنة يقاصَصْ عليها المجرمون بموت لا بد منه لكي يُكَفِّر المصلوب عن خطاياه ولكن عندما حَمِلَه الحمل الإلهي البريء من كل خطيئة فأصبح الملعون من أجل خطاياه مدعواً أن يأخذ “بركة ابراهيم” من الذي صُلب عليه محولاً اياه إلى عرش يستريح الله عليه فتنبع منه النعمة التي تخلص كل إنسان آت إلى العالم دون استثناء!
أما كاتب رسالة هذا النهار المبارك فيحثنا على أن نتقدم بثقة إلى هذا العرش الإلهي حيث يحل النعمة والحق المعطيان من الرب يسوع فيعطيان المعنى الكامل للناموس المعطى من موسى.
واذا تقدمنا إلى عرش النعمة هذا، واذا كان تقدمنا هذا بثقة بالله فحينئذ لن نرجع وأيدينا فارغة وبدون شك ننال رحمة ونجد نعمة وعوناً في حينه أي في “أي وقت” كوننا أي يوم ندعو إلهنا   يستجيب لنا سريعاً.
بهذه الثقة سنتابع الطريق ليس بقوتنا الشخصية ولكن بقوة من يقوي بنعمته ضعفنا.
لن نخاف أبداً من ضعف بشري، نحن متيقنون أن سجودنا للجالس على عرش النعمة سوف نأخذ منه قوة جديدة لكي نتابع الطريق فنصل إلى رحمة عظيمة ونمجد إلهنا   المصلوب من أجلنا الناهض من بين الأموات إلى أبد الدهور. آمين.

العدد 14 – في 2 نيسان 2000
الأحـــد الثالث من الصوم
( أحد رفع الصليب )

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share