البطريرك يوحنّا العاشر من رومانيا: “نحن شعبٌ يأبى الخروج من أرضه ويأبى أيضاً أن يُعطى دروساً في الديمقراطيات وحقوق الإنسان”
البطريرك يوحنا العاشر في رومانيا
على رأس وفد رسمي، وصل البطريرك يوحنا العاشر إلى رومانيا في زيارة تحمل طابعاً كنسياً وذلك يوم الجمعة الموافق فيه 23 أيلول 2016، تلبية لدعوة البطريرك دانيال للذكرى ٣٠٠ للقديس انثيموس الايفيري والتي ستجري برعاية البطريرك دانيال وحضور بطريرك أنطاكية وكاثوليكوس جيورجيا.
وكان في استقباله في مطار ياش (أولى محطاته) المتروبوليت ثيوفان متروبوليت مولدوفا وبوكوفينا ورئيس أساقفة ياش ورؤساء أساقفة وأساقفة أبرشية مولدوفا.
استهل البطريرك زيارته بإقامة صلاة الشكر في كاتدرائية ياش حيث رحب المتروبوليت ثيوفان به وبالوفد المرافق منوهاً بطيب العلاقة التي تجمع الكنيستين الرومانية والأنطاكية ومذكراً بالعلاقة التاريخية بين الكنيستين والتي دعمتها زيارات
البطاركة
أما يوم الأحد الموافق فيه 25 أيلول، وبحضور شعبيّ لافت غصت به ساحة دير بوتنا، ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر القداس في دير بوتنا في رومانيا. وعاونه في الخدمة متروبوليت مولدوفا وبوكوفينا ورئيس أساقفة ياش المطران ثيوفان ورئيس الأساقفة بيمن ورؤساء كهنة من الكنيسة الرومانية ومن الوفد المرافق المتروبوليت غطاس هزيم متروبوليت بغداد والكويت وتوابعهما والأسقف قيس صادق. وشارك في القداس الأب ملكيصادق رئيس دير بوتنا ولفيف الآباء الكهنة والشمامسة.
وجرت في القداس وبوضع يد غبطته الرسامة الكهنوتية للأب حنانيا ورسامة الشموسية للأب سيرافيم وكلاهما من الأخوية الرهبانية للدير.
وبعد الإنجيل المقدس ألقى غبطة البطريرك عظة شدّد فيها على عمق العلاقة التي تربط الكنيستين الأنطاكية والرومانية وعلى أهمية الحياة الرهبانية وجاء فيها:
” أنطاكية الآباء الأولين هي ذاتها أنطاكية الشهادة المسيحية في عالم اليوم. نحن في قلب المسيحية المشرقية التي شتلها الرب قبل ألفي عام. أنطاكية الروح هي ذاتها أنطاكية الشهادة وأنطاكية الشعب الأبي الراسخ في إيمان أجداده. في كنيسة أنطاكية لا تأسرنا متحفيّة التاريخ بقدر ما تجذبنا حميّة الإيمان. اليوم كنيسة أنطاكية تدفع كغيرها ثمن الإرهاب والتكفير والخطف والتهجير واستباحة المقدسات والأديار.
هنالك تهجيرٌ للمسيحيين ولغيرهم من الشرق الأوسط وهناك محاولة لوأد البشرية وقيمها في الأرض التي أطلقت إلى الدنيا بشارة يسوع المسيح. هنالك مطارنة تختطف وكهنة ورهبان وشعب يُهجّر وقرى تُستهدف لمجرد كونها من ذاك اللون الطائفي أو من غيره. أما آن للعالم أن يستفيق! لقد مضى على مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي أكثر من ثلاث سنوات من الخطف الجائر. إن ما يجري في سوريا من إرهابٍ وتكفيرٍ أعمى لا يمت للبشرية بصلة. إن ما يجري هو استرخاصٌ للبشرية في سوق المصالح والسياسات. نحن شعبٌ يأبى الخروج من أرضه ويأبى أيضاً أن يُعطى دروساً في الديمقراطيات وحقوق الإنسان عندما تُسخّر تلك وتُمتطى للفتك بالإنسانية وبأمن الشعوب وسلامها. والمسيحية في الشرق لم تكن يوماً دخيلةً عليه. هي من قلبه ومن كيانه. يكفيها إرهاباً طالها وطال غيرها”
يذكر أن البطريرك قد غرس في اليوم السابق في دير بوتنا شجرة على نية السلام في سوريا والاستقرار في لبنان وخير الشعب الروماني وسلام العالم أجمع.