الأحـد بعد عيد ميلاد السيد المسيح – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 352

الأحـد بعد عيد ميلاد السيد المسيح – المطران بولس (بندلي)

غداً في الواحد والثلاثين من كانون الأول نودع السنة 2001.
أما من جهة الخدم الكنسية ففي هذا اليوم بالذات رتبت الكنيسة المقدسة أن نودِّع عيد ميلاد ربنا وإلهنا يسوع المسيح، أي نقيم فيه الخدمة التي أقيمت في يوم العيد بكاملها.
ولنا هنا مقارنة أدعو أن  ننتبه إليها…
ففي الميلاد تذكرنا ملاكاً أتى فبشر الرعاة “بفرح عظيم يكون لجميع الشعب” مضيفاً “إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو مسيح الرب، وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود”!
نحن مدعوون أن نجري لأنفسنا إمتحان قلب إذ نلقي نظرة على السنة المنصرمة فنتساءل: هل سعينا، خلال هذه السنة المشرفة على نهايتها الآن، بأن نبشِّر الناس حولنا، الرازحين تحت أثقال الحزن والآلام، أن نبشرهم “بالفرح” هذا الفرح الذي يُمنح بمجانية محبته الإلهية العظيمة “لكل الشعب”.

هل فهمنا معنى “كل الشعب” وكيف أن هذا الفرح الإلهي ليس كالفرح الذي تعرفه أرضنا. إنه فرح مدعو أن يثبت فينا بنعمته، ولكنه إن لم تكن فيه مشاركة فهو قابل أن يزول ولذلك شدَتنا المناسبة إلى مصدر هذا الفرح فهو هذا الطفل الجديد الذي وُلِد على أرضنا الباردة بسبب فقدان المحبة لكي يشعل فيها النار! فهل نحن مستعدون في وداع هذه السنة أن نطالب أنفسنا قائلين: هل حاولنا أن نشعل نار المحبة حولنا ولو كان الحطب مبللاً؟ فالله الذي أحرق بناره قرابين إيليا هو الذي يساعد هذه النار أن تضرم فتملأ قلوب الناس أجمعين بدفء محبة أتانا بها الطفل المولود بيننا وهو الإله الذي قبل الدهور!
هل حاولنا أن نقول للناس، لكل الناس، ليس بالشفاه لكن بكل حياتنا: لقد ولد لكم أنتم مخلص. الناس تعيش في حيرة مميتة! الناس تعيش في مأساة غربة رهيبة عن الله، هل كان همنا أن نقول لهم: “لا تخافوا” فالمولود من أجلنا ومن أجلكم ومن أجل العالم أجمع آتٍ لكي يشاركنا المأساة وهو قد وعد وعداً قاطعاً انه معنا ومعكم ولن يترككم ضائعين بل تكتنف عنايته حياتكم وحياة أخصائكم. فهو لا يهمل أحداً قط بل يريد أن يُخلَّصَ الجميع.
أيها الأحباء: هذا القول نقوله للآخرين دون خوف، نقوله ليس بالشفاه فقط لكن من أعماق حياتنا ونحن نذكر ونتذكر أن علامة افتقاد إلهنا لنا كانت مرتسمة على طفل إلهي مقمط ومضجع وموضوع في مذود البهائم. هل كان لدينا في سنتنا المشرفة على نهايتها هذا السهر الروحي الدائم الذي يجعل هذه العلامة الإنجيلية الواضحة تدل على مخاطبة كل الناس بما “لا يدخل بسهولة عقولهم” ألا وهو الصليب حيث تحمل آلام كل البشر وحيث القبر الذي فيه المسيح الإله مُغلفاً بكفن ولكنه قائم من بين الأموات ناقضاً إلى الأبد أوجاع الموت.
وهكذا إذا ودعنا الميلاد طقوسياً نكون ونحن في وداع السنة المباركة قد طبعنا فيها بأمانة ختم الروح القدس فنمجده مع الآب والابن إلى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
العدد 52 – في 30 كانون الأول 2001
الأحـد بعد عيد ميلاد السيد المسيح

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share