الاستمرار في القداسة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 122

الاستمرار في القداسة – المطران بولس (بندلي)

في الأحد الماضي عيدنا لجميع القديسين أي للشركة التي تجمعنا عنيت بها الكنيسة المقدسة التي هي “شركة القديسين”. لكن القداسة ليست محصورة في يوم من أيام السنة وليست محصورة في أيام قابلة للتعداد اذ نعيِّد في كل يوم من أيام السنة لقديس أو أكثر، إنها قداسة يحرِّكها فينا الروح القدس الإلهي على الدوام فلا جمود فيها بل تحرك دائم، تنقل مستمر من الخطيئة إلى تحقيق ارادة الرب في حياتنا التي هي القداسة.
ألم يقل الرب يسوع في صلاته للآب قبل الآلام الخلاصية: “قدسهم (أي التلاميذ) بحقك… من أجلهم أقدس ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق…” (يوحنا 17:17-19). وهذا الكلام الإلهي يعني الأمرين:

أولاً: القداسة تأتينا بكلام الحق الذي نقله إلينا كلمة الله الأزلي، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب على الدوام والذي تجسد من أجلنا ويعطينا في أقنومه الإلهي المتجسد بين أجسادنا المائتة لكي يحييها، نموذجاً حياً في للقداسة التي يتقدس بها، هو القدوس الواحد، كي يقدسنا بدورنا نحن الذين صار شبهاً بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة.
ثانياً: القداسة التي نحن مدعوون اليها ليست وضعاً ظرفياً استثنائياً يتحقق من وقت إلى آخر في حياة أناس ننظر اليهم بكل خشوع واحترام ولكن دون أن يعنينا الأمر شخصياً بل هي دعوة  ملحة توجه إلينا من القدوس الواحد لكي نحاول، مع كل سقطاتنا اليومية التي نحن معرضون اليها أن نعيشها في كل يوم. فطلب الرب يسوع لم يكن محصوراً بالتلاميذ بل تجاوزهم كما قال في صلاته إلى الآب إلى كل الذين سيؤمنون بواسطة كلام الرسل القديسين الأطهار (يوحنا20:17) وبالتالي نحن مشمولون بهذا الدعاء الإلهي الذي نسأل بدورنا الرب يسوع أن يؤهلنا له بنعمة روحه القدوس. آمين.    

نشرة البشارة
العدد 24 – في 17 حزيران 2001
الأحد الثاني بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share