الخبز السماوي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 85

الخبز السماوي – المطران بولس (بندلي)

ان الرب يهمه جوع الناس ولذلك التفت بعنايته الإلهية إلى حاجتهم إلى الخبز. لم يدعهم يذهبون إلى قراهم دون طعام يقوتهم لكي لا تخور قواهم في الطريق -كان قد أسمعهم الكلمة الإلهية المغذية لأرواحهم وتابع عمله تجاههم فأشبعهم من الخبز المادي الضروري لحياتهم وبعد أن أكلوا وشبعوا وفضل عنهم ما فضل، اطمأن فيما يختص بوصولهم سالمين إلى الأماكن التي أتوا منها كي يتابعوا حياتهم الاعتيادية بين ذويهم عسى أن يصبحوا خميراً جديداً يخمر العجين كله بخمير المسيح فيصبحون هكذا خبزاً روحياً يقدم للآخرين قوة وقدرة ذاك الذي استمعوا إلى كلامه.

ونحن أيضاً نقف متسائلين في أعماق ضمائرنا: هل نحن نلتزم جوع من وضعتهم العناية الإلهية في طريقنا؟ والجوع هو على نوعين: المادي والروحي -هل نحن مستعدون أن نلتفت إلى الجوع الذي يحيط بنا في وجهيه المذكورين- وكلاهما موجود إذا شئنا أن ننتبه اليه -ألسنا تلاميذ للذي علمنا في الصلاة الربية أن نلتمس منه الخبز الجوهري لكل يوم من أيام حياتنا؟
النوعان من الجوع قائمان حولنا، لا يجوز لنا أن نهمل الواحد لكي نُظهر الآخر.
المطلوب أن ننتبه إلى ذلك -ألسنا تلاميذ للذي بارك وكسر وأشبع الجموع المؤلفة من الخبز اليسير المتوفر فنصرخ اليه مع الآية المزمورية: أعين الكل ايّاك تترجى وانت تعطيهم طعامهم في حينه -ولكن هذا لا ينسينا أبداً أن التجربة الأولى التي تقبلها الرب من الشرير كانت تجربة الخبز التي فيها أجاب إلهنا   المجرِّب قائلاً: ليس من الخبز وحده يحيا الإنسان لكن من كل كلمة تخرج من فم الله!
هلم بنا نأتي إلى من قال “طوبى للجياع والعطاش للبر فإنهم سيشبعون” ومن مكان آخر قال عن نفسه: أنا خبز الحياة، واعداً بجسده ودمه الكريمين لطعام وشراب حقيقيين.
طوبى لمن يأكل على مائدة الهنا، أهلنا الله أن نكون رعاة كي نقترب مع من تضعهم العناية الإلهية في طريقنا نحو من قال: ان جسدي مأكل حق…. فليؤهلنا بنعمته إلى مائدته السماوية. آمين.

نشرة البشارة
العدد 30 – في 29/7/2001
الأحـــد الثامن بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share