العلاقة بين الرب يسوع ويوحنا المعمدان – المطران بولس (بندلي)
نرى علاقة وثيقة بين الرب يسوع وسابقه يوحنا المعمدان تبتدئ ببشارة العذراء الكلية القداسة التي أكد فيها الملاك لمريم ان نسيبتها اليصابات حبلى وفي شهرها السادس مؤكداً لها انه ليس شيء غير ممكن لدى الله. وبعد أن تفوهت العذراء بنعمها الذي حرّك التدبير الإلهي الخلاصي نحو الأرض، ها هي تذهب مسرعة لتزور اليصابات ليس بقصد التأكيد من صحة كلام الملاك لها لكن لكي تفرح معها بالتحنن العظيم الذي افتقدها الله به،
واذ دخلت وسلمت عليها امتلأت اليصابات من الروح القدس وتحرك الجنين في بطنها بابتهاج كما أعلنت فكشف لها هذا الدخول أمرين مفرحين: الأول ان من دخلت عليها هي أم ربها، الثاني انها حامل حقيقة وبالتالي انتصرت نعمة الله على عقرها. أم الرب يسوع تدخل على أم من سيكون المعمدان والعلاقة بين الرب ويوحنا ابتدأت تعلن بازائية روحية ابتدأت تتحقق بينهما.
ويلد يوحنا ويطلق عليه هذا الاسم رغم الاعتبارات البشربة التي كانت توحي بتسميته باسم أبيه كي يخلد ذكره البشري وأما أبوه فانفكت عقدة لسانه مباشرة بعد كتابة اسمه على لوح. وها أبوه يتخلى عن الاعتبارات البشرية لكي يعلن تمسكه بحنان الله اذ ان اسم يوحنا يعني “الله تحنن” ويتابع بالهام الروح القدس واصفاً الرسالة التي سيحققها المعمدان في هداية أقدام البشر في طريق السلام.
ويتابع يوحنا خدمته لمن سيعلن انه غير مستحق أن يحل سير حذائه فيأتي اليه الرب طالباً منه المعمودية. ها هو يمانع لأنه يعتبر نفسه كلاشيء فيرغمه الرب يسوع أن يعمده في المياه كما كان يعمد الخطاة الآتين اليه لكي يتمم كلَّ برٍّ.
يوحنا يطيع السيد والسماء تفتح والثالوث يظهر والآب يعلن بنوة الابن الإلهي له والروح القدس يؤكد الكلمة. الابن بدوره يعلن عن المعمدان انه أعظم المولودين من الناس والرب المصلوب من أجل خلاص العالم يعطي بصليبه المعنى الحقيقي لاستشهاد المعمدان وموته من أجل كلمة الحق التي في الرب يسوع المسيح تصبح كلمة الحياة الأبدية.
المعمدان يشير إلى الرب يسوع معلناً أنه هو حَمَل الله الرافع خطيئة العالم ويدعونا أن نسير في دربه. هلمّ يا أحبائي نتبعه مع الصوت الصارخ في البرية أعدوا طريق الرب ولنتجند لكي نجعل طريق الرب إلى قلوب البشر سالكة. آمين.
نشرة اليشارة
العدد 1 – في 7 كانون الثاني 2001
الأحد بعد الظهور الإلهي
القديس يوحنا المعمدان