المتفرِّجون – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 110

المتفرِّجون – المطران بولس (بندلي)

“ليس لي من يلقيني في البركة عندما يتحرك الماء”
صرخة تدوي في أفق ارضنا. هي صرخة يائس من البشر يُخشى أن يقودَه ذلك إلى اليأس من الله نفسه وهنا المصيبة الكبيرة بل المأساة البشرية الهائلة القادرة أن تجعل الإنسان يفقد رجاءه فيغيب عنه معنى انسانيته!
من المسؤول عن هذا اليأس؟ كثيراً ما نجرَّب بأن نلقي المسؤولية على الظروف الضيقة التي يمر بها الانسان! كثيراً ما ننسى ان الله لم “يتفرَّج” علينا ولكنه يفتقدنا في كل حين. هو الذي لم يَشْفق على ابنه الوحيد الذي تجسد وأتى إلى البشر وشاركهم في اللحم والدم وصار انساناً بكل معنى الكلمة -دون أن يتخلى عن الوهته- وأخذ صورة عبد هو الذي لم يحسب مساواته لله اختلاساً وأطاع حتى الموت موت الصليب، لكنه قام في اليوم الثالث ولذا تجثو باسمه كل ركبة مما في السماء ومما على الأرض ومما تحت الأرض!

الله شاركنا المأساة البشرية، فهل نحن “نتفرج” على اخوتنا يتألمون؟
الله لم يستحي أن يدعى أخاً لنا، فهل نحن مستعدون أن نلتزم باسمه اخوتنا؟
كثيرون حولنا يحتاجون الينا! هل ننتبه إلى آلامهم كما التفت الرب إلى آلامنا وحملها!
إذا كنّا نريد أن نكون أمناء للسيد فلا نهملن البشر المخلوقين على صورته ومثاله والأكثر من ذلك مطلوب منا، أن نلتزم الاخوة وحاجاتهم لكي تتعزى قلوبهم في الصحراء التي يعيشون فيها اذ يروننا مستعدين في كل حين أن نقف إلى جانبهم فنطرحهم في بركة مراحم الله العظيمة وهكذا يسمعونه قائلاً لهم كما قال للمخلع: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فينتصبون من أسرة أوجاعهم ويمجدون إلهنا المحب البشر إلى أبد الدهور. آمين.  

نشرة البشارة
العدد 18 – في 6 أيار 2001
أحـــد المخلّع

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share