خلاصاً صنعت في وسط الأرض – المطران بولس (بندلي)
لقد عيّدنا طيلة أسبوع لرفع الصليب الكريم الذي ودعناه في الواحد والعشرين من هذا الشهر أي اول أمس. وقد توجهنا إلى المصلوب الإلهي قائلين له: “خلاصاً صنعت في وسط الأرض” فالصليب الذي نؤمن ان إلهنا المتجسد مات عليه ودُفن في قبر وقام في اليوم الثالث ناقضاً أوجاع الموت، هذا الصليب نُصب في “وسط” الأرض ليعطي خلاصاً حقيقياً “لكل الذين يعيشون عليها وليس لفئة منهم”.
وقد ورد في رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس: “يا اخوة ان ذكر الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلَّصين فهو قوة الله” ثم يردف قائلاً: “ان اليهود يطلبون آية والوثنيين يطلبون حكمة، أما نحن فنكرز بالمسيح “مصلوباً” شكاً لليهود وجهالة لليونانيين أما لنا نحن المخلصين فالمسيح حكمة الله وقوة الله”، فاليهود كانوا يطلبون آية أي أعجوبة تحمل البرهان ليؤمنوا والوثنيون يطلبون حكمة من هذا العالم فخاب انتظار كل من منهم رفض الايمان بالمصلوب لأنه جوبه بضعفه وهو يموت على الصليب ولم يستطع البعض أن يرى فيه آية يونان النبي وانذهل البعض الآخر أمام جهالة الصليب وهي تأخذ مكان الحكمة البشرية التي كان ينادي بها.
أيها الأحباء جُرِّب البعض في القسم الأول من الألفية الثانية أن يحمل الصليب مرسوماً على ثيابه ليأتي إلى شرقنا فقتل من قتل ولم يتراجع عن تدنيس كنائسنا وقام بكل ذلك ظناً عن جهل انه يحرر القبر المقدس، الصليب كان برّاء من ذلك والقبر المقدس لم يكن بحاجة إلى تحريره لأن المصلوب الإلهي قام منه منهضاً معه البشرية جمعاء أما نحن فنردد مع بولس الرسول قائلين: “حاشا لي أن أفتخر الاّ بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صُلب العالم لي وأنا صُلبت للعالم مؤكدين ما قاله الرسول الالهي: “لا أريد أن أرى فيكم الاّ يسوع وايّاه مصلوباً”.
فنسألك يا يسوع أن ترحمنا وترحم عالمنا بقوة صليبك الكريم المحيي. آمين.
نشرة البشارة
العدد 38 – في 23 أيلول 2001
الأحـــد السادس عشر بعد العنصرة
الحبل بيوحنا المعمدان