صدق الكلمة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 139

صدق الكلمة – المطران بولس (بندلي)

إن الرسول بولس عندما أعلن لتلميذه تيموثاوس “ان الكلمة صادقة” كان يتكلم عن كلمة الله التي تحوي “الحقيقة” الوحيدة المطلقة -الكلمة الإلهية هي التي خلقت الإنسان لأنها كلمة حياة، هي أيضاً تعطي النمو للإنسان كي يصل إلى ملء قامة المسيح فيتحقق هكذا معنى إنسانيته المعرَّض للضياع إذا حُجب الله عنها.. ولذا يتابع بولس مؤكداً ان الكلمة الإلهية مستحقة “كل” قبول أي لا تجزؤ في قبول الكلمة كونها شاملة كل قوى الإنسان في كل مرفق من مرافق حياته.

لكن الكلمة الإلهية، لكي تصل للبشر تتطلب مبشرين بها، ناقلين إياها كمشاعل حية تحمل النور إلى ظلمة عالمنا . ولذلك هم معرَّضون لمتاعب وتعييرات ولا يخفي ذلك رسول الأمم على تلميذه تيموثاوس فيصف له مقدار وأهمية الحواجز التي تعترض البشارة وكأنه يريد أن يبرز التعب المتواصل المضني الذي تتحمله أقدام المبشرين بإله السلام وأب المراحم بالإضافة إلى التعييرات المزلة المخجلة الموجهة اليهم اذ يتحقق فيهم الكلام الإلهي القائل “تعييرات معيِّريك وقعت عليَّ -ولكن لا يأس يستولي على أولئك المبشرين وذلك لسبب مهم جداً وهو إنهم ألقوا رجاءهم على مرتجاهم الوحيد و”هو الله الحي” الذي به يحيون ويتحركون، وهو مخلّص “جميع” الناس واذا خصّ الخلاص “بالمؤمنين” فليس من أجل الاحتقار ولكن ليؤكد أن المبشرين كونهم “مؤمنين” سوف يُزودون من الله بقوة كبيرة تمكنهم حتماً من اعلان خلاص شامل لجميع الناس دون استثناء فيخلص بولس إلى طلب ملحّ بأن يوصي تلميذه بذلك ويعلمه لكي يعطي كلامه له الثمار اللائقة به.
وبعد ذلك يتطرق الرسول إلى شخصية تيموثاوس -انه شاب وهو مدعو أن يبشّر من هم في غالب الأحوال أكبر منه سناً، فيشجعه ويقول له: لا تتردد من أجل حداثة سنك في حمل البشارة للآخرين، أنت تنقل اليهم كلمة قوية بحد ذاتها، ليست كلمتك الشخصية بل كلمة الله “التي لا تُقيد” كما يؤكد له ذلك في رسالته الثانية اليه (2تيموثاوس9:2) فلا تخف ولكن احمل هذه الكلمة في حياتك، كن قدوة (مع انك شاب في مقتبل عمرك) للمؤمنين في الكلام المتجسد في التصرف والمتجلي في المحبة والملهم من الروح القدس والممتلئ ايماناً وفي طهارة شفتيك التي تكويها الجمرة التي ينقلها ملاك الرب من المذبح لكي تنزع آثامك وتغفر خطاياك. وهكذا سيتأكد تيموثاوس أن النعمة الإلهية التي حلّت عليه أكملت نواقصه وشفت أمراضه مؤهلة اياه أن يدخل قدس الأقداس وراء الراعي الصالح الوحيد الرب يسوع المسيح الذي يعطيه كما أعطى بطرس والرسل الأطهار أن يرعوا خرافه بأمانة فيتمجد اسم الرب القدوس المبارك الذي قاده إلى أن يكون تقدمه ظاهراً في كل شيء. آمين.  

نشرة البشارة
العدد 4 – في 28 كانون الثاني 2001
أحـــد زكا
الأحد الثاني والثلاثون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share