ظهورنا مع المسيح في المجد – المطران بولس (بندلي)
قال القديس بولس في مقطع رسالة هذا اليوم “متى أُظهر المسيح حياتنا فحينئذ تُظهرون أنتم أيضاً معه في المجد” هذا يدعونا جميعاً إلى اختيار كيف سنظهر: هناك طريقتان للظهور: اما أن نظهر في حبّ للظهور يتمسك فيه العالم ولكن لا أساس له ولا غاية لأن ظهور العالم يتم وسط جو من الكبرياء القاتل وسعي فاشل في أن نُظهر للآخرين من نحن. وهناك ظهور يؤكد المسيح الظاهر للعالم بالجسد انه الوحيد الذي يحمل قوة الله في حياتنا. فعلينا ان نختار !
النوع الأول من الظهور لا يستطيع أن يظهر فينا ما حابانا الله في أعماقنا اذ نخف من روحه القدوس فينا ليعطينا نسمة الحياة، فخلقنا على “صورته وكشبهه” أي في صورته ومثاله -ولذلك يؤكد القديس بولس أننا إذا اخترنا النوع الثاني من الظهور الذي يكلفنا عناءً كبيراً اذ نقبل أن نستر صورتنا فيه وهكذا كأننا نغيب عن أنظار العالم، وهذا يعني في قاموس العالم أننا أوقفنا هذا الظهور وبالتالي اختفينا عن الأنظار ولكن المسيح الذي هو حياتنا والذي يظهر للعالم يعطينا حينئذ أن نظهر معه وليس أي ظهور كان، وانما هو ظهور المسيح في حياتنا كظهور النور مشعاً من المصباح الكهربائي إذا ما ارتبط السلكان الحاملان الطاقة إلى المصباح بمصدر النور، هكذا من يؤمن بالرب يسوع بأنه نور وحياة لشعبه يستطيع إذا ما وصل سلكَي حياته بينبوع الحياة ومصدر النور فحينئذ وحينئذ فقط يستطيع أن يظهر مع الرب وينير من حوله بنور الرب ويصبح هذا الظهور محاطاً بهالة المجد الإلهي بالذات.
ولكن هذا الظهور مع المسيح يتطلب أن يدفن في المسيح لكي يظهر فيه ويتمجد معه ولذلك وجب أن يموت “في المسيح” عن شهوات هذا الدهر -فيلحّ بولس في طلب اماته الأعضاء التي على الأرض وهذا طبعاً لا يعني الغاءها بل ازالة الشوائب القادرة أن تجعلها مظلمة “فيذكر الزنى والنجاسة والهوى والشهوة الردية مؤكداً على محاربة خاصة للطمع الذي يصنفه كعبادة أوثان، فإذا قبلنا بهذا الموت الطوعي مع الرب يسوع نؤكد قيامتنا معه من بين الأموات.
ويذكّر كاتب الرسالة بأن من يقع في الأخطاء التي ذكرها هو من أبناء المعصية أي مخالفة الشريعة الإلهية الموضوعة من أجل حياة الانسان.
ثم يتابع فيطلب الطرح بعيداً عنا، أي التخلي بشكل كامل عن الغضب -السخط -الخبث والتجديف. الكلام القبيح الصادر من الأفواه، التي لا بد وان نسيت أن الفم يتكلم من فضلات القلب.
دفعة ثانية يلح بولس بأن نتخلى عنها فحينئذ نكون قد خلعنا الإنسان العتيق الفاسد “بشهوات الخديعة” لنلبس الإنسان الجديد المتجدد على صورة خالقه.
ورأينا كيف أنه شدد على الكذب وفي مكان آخر يعلن الرب أن الشيطان هو الكذّاب وأبي الكذب. وينتهي مقطع هذه الرسالة بأن ما قاله يُطبّق على الكل دون استثناء وبالتالي لا تمييز عنصري البتة. الكل مطلوب منهم أن يكون شفافين تماماً ليكونوا متجلين في مجد الله غاية حياتنا -آمين.
نشرة البشارة
العدد 3- في 21 كانون الثاني 2001
الأحد الواحد والثلاثون بعد العنصرة