فدية النفس البشرية – المطران بولس (بندلي)
في المقطع الإنجيلي الذي رتبته الكنيسة المقدسة بهذا النهار الذي هو الأحد الذي يلي عيد رفع الصليب الكريم الذي احتفلنا به يوم أول أمس، سمعنا الرب يسوع يقول لتلاميذه وللجموع التي كانت تتبعه: ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ نحن مدعوون أن نتأمل جيداً في الكلام الإلهي الذي يطرق آذاننا -قديماً كان العبد يتحرر من عبوديته إذا وُجِدَ من يدفع “ثمنه” لصاحبه- أما نحن فكوننا مستعبدين للشر الموجود في العالم، وبسبب ضعفنا كنّا مضبوطين، أرقاء تحت نير العبودية، واذا بإلهنا الذي ينحني فوق تعاستنا، يصير كواحد منا فيأتي إلينا آخذاً صورة عبد صائراً بشبهنا ويطيع حتى الموت موت الصليب وهكذا يدفع الفدية عنّا منقذاً ايانا من اللعنة القديمة كما رددت الكنيسة في عيد ميلاد العذراء الكلية القداسة الذي عيدنا له في الثامن من شهر أيلول الجاري فقلنا: “ميلادك يا والدة الإله بشر بالفرح لكل المسكونة لأنه منك أشرق شمس العدل المسيح إلهنا، فحل اللعنة ووهب البركة وأبطل الموت ومنحنا حياة أبدية”.
ها الفدية تقدم لشراء نفوسنا من اللعنة القديمة، ها البركة تمنح لأن فداءنا لا يتم الاّ ببركة الله القدوس.
لنفكر جلياً بما صنعه الله لنا وكما يقول الكتاب: بالكاد يموت انسان عن صالح! أما الله، إلهنا المتجسد فمات من أجلنا على صليب أداة عار كان مكتوب عنها: ملعون كل من علق خشبة فحمل اللعنة لكي يبررنا ووحده هو الذي مات على الصليب لكي ينقذنا من حمأة أفعالنا.
كم هي عظيمة الفدية التي بذلها الرب لكي يشترينا ويعطينا حرية أبناء الله فنتذكر تحننه العظيم الذي لا يدرك ونختار أن نتبعه حاملين صلباننا ومتشددين بكلمة إلهية تقول لنا: إني افتديتك. أهلنا الله لندرك القيمة العظيمة التي اشترانا بها وألهمنا جميعاً لكي نترفع فوق بيع وشراء هذا العالم ونكون هكذا سعينا إلى قيمتنا المطلقة وسبحنا الرب دائماً. آمين.
نشرة البشارة
العدد 37 – في 16 أيلول 2001
الأحـد بعد رفع الصليب