نور العالم – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 211

نور العالم – المطران بولس (بندلي)

في إنجيل هذا النهار ألحَّ علينا الرب يسوع في موضوع النور الذي طلب إلينا أن نكونه. هو الذي قال عن نفسه إنه “نور العالم” ويستعمل كل وسائل الإقناع فيقول “لا يمكن أن تخفى مدينة واقعة على جبل ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال بل على المنارة ليضيء لجميع الذين في البيت” متابعاً قوله بهذا الموضوع وقائلاً: “هكذا فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات”.

أيها الأحباء لا بد لنا ونحن نتأمل في مضمون هذه الكلمات الاّ أن يسأل كل واحد نفسه: هل هذا الكلام موجه لي؟ أنا؟ أنا الواقع في ظلمة الخطيئة؟ أنا الذي أجرَّب مراراً كثيرة في لحظة واحدة؟ ولا بد إذا طرحنا هذا السؤال على أنفسنا وطرحناه قبلاً الاّ وأن يجيبنا السيد بصوته العذب: لا تخف ياابني، أنا هو النور الآتي إلى العالم لكي أنير ظلمة هذا العالم الذي أنت فيه. أنت يا ابني تعرف إنني “النور من النور” أزلياً أي قبل خلقك وخلق العالم أجمع، فإذا تخبَّط العالم هذا ومن فيه في ديجور الظلمة فأنا تجسدت لأنيره، صرت  إنساناً لأنير الإنسان وأجعله إذا قبل أن يسير ورائي، إنني أؤكد له حرية أبناء الله التي تمكنه أن يختار طريق النور الذي أدعوه إليه، فإذا ما دخله أنير سبله فيحمل نوري الذي لا ينطفئ ابداً رغم شدة عواصف هذا الدهر هكذا يقول الرب لك ولكل من يطلب بهاءه الإلهي.
سوف تجيبه يا ابني كيف يمكن أن يكون ذلك في حياتي أنا الترابي المظلم؟ هل يمكنني حقاً أن أكون حاملاً للنور؟.
أنت يا ابني تسعى أن تكون نوراً ويتحقق ذلك إذا ربطت أسلاك حياتك بالرب. فكما أن التيار الكهربائي الذي ينقل من مولد الكهرباء إلى المصباح لكي يصبح هذا الأخير مضيئاً، به ومشعاً للنور لا يمكن أن يصل إلى أداة الإنارة الاّ إذا ربطت أسلاكه بالمولد، هكذا أنت تضيء بنور المسيح إذا ربطت أسلاك حياتك به فتصبح هكذا بالحقيقة نوراً. ورباطك بالاسلاك به له طريق واحد هو طريق المحبة، ولذا إن أردت أن تصبح ابناً للنور ومشعاً له فاحفظ الوصايا وعلى رأسها المحبة. ألم يقل يوحنا الإنجيلي في رسالته الأولى الجامعة (أي الموجهة إلى الناس أجمعين دون تخصيص): “من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة” (2يو10:2). هذه مسؤوليتنا أن نحب بعضنا بعضاً كما الرب أحبنا. فلنتمسك بالمحبة مهما كلفتنا لكي نصبح أبناء العلي. ولنقل للرب قائلين: “أنت طلبت منا أن نثبت فيك، أعطنا أن نثبت في محبتك وقمة محبتك كانت صليبك الذي شععت منه الحياة لعالمك. فاعطنا يا رب أن نثبت في محبتك فنصبح هكذا أنواراً نشع نورك لعالمنا المفتقر اليه، ألا أهلنا أن نكون هكذا وتنتصر بقوتك على ظلمة خطيئتنا. آمين.

نشرة البشارة
العدد 41 – في 14 تشرين الأول 2001
أحـــد آباء المجمع المسكوني السابع

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share