يا إله ديمتريوس أعنّي – المطران بولس (بندلي)
أول أمس في السادس والعشرين من هذا الشهر عيّدت الكنيسة المقدسة للقديس العظيم في الشهداء ديمتريوس المفيض الطيب. وقد ذكرت لنا سيرة حياته أنه ألقي في السجن بسبب إيمانه. وكان في مدينة سالونيك اليونانية شخص قوي جداً، وثني، اسمه لهاوش وكان يتحدى كلَّ إنسان ويتغلب على كل من نازله بقوة جسده. وإذا بشخص يدعى نسطر مسيحي يتقدم لمغالبته والمنتظر كان أن يتغلب لهاوش عليه كالمعتاد بسبب التفاوت بين القوتين الجسديتين عند كل منهما. إنما نسطر زار ديمتريوس في سجنه وطلب منه أن يباركه، فباركه باسم المسيح. وقصد نسطر الميدان حيث لهاوش المتحدي للناس وصرخ: يا إله ديمتريوس أعنّي، فتغلب عليه.
أيها الأحباء تعرفون أن إله ديمتريوس هو المصلوب الذي تحمل الهزء والبصاق وكل أنواع العذابات ومات. لكنه بآلامه خلصنا من الآلام وبموته إنتصر على الموت.
إله ديمتريوس هو الإله الحمل الصامت الذي سيق إلى الذبح ولم يفتح فاه ولكن كلمته لا تقيّد ولو قبل أن يقيّد كمذنب.
إله ديمتريوس هو الله الذي ضعفه أقوى من الناس مهما كانت قوتهم، وإذ يستعمل بعض الناس قوتهم ليهدروا كرامة الناس الآخرين هناك إله قبل أن يحصى بين الضعفاء ليعطي الناس كرامة تفوق كل ما يمكن أن يتصوره اذ إنه يموت لكي يحيوا بكرامة تفوق كل ما ينتظرونه.
إله ديمتريوس إله قبل أن يكون دون صورة أو منظر لكي يعيد الإنسان، كل إنسان إلى بهاء الجمال القديم الذي صوره الله فيه عند خلقه.
إله ديمتريوس هو الإله الحي الذي به نحيا ونتحرك ونوجد والذي يستطيع وحده أن يحطم الأصنام العديدة المتنوعة التي تستعبد الإنسان فيحرره منها ويعيده هكذا إلى حرية أبناء الله الحقيقية.
هذا، وإننا مدعوون أن نصرخ مع القديس الشهيد نسطر الذي تعيّد له الكنيسة المقدسة في السابع والعشرين من تشرين الأول: يا إله ديمتريوس أعنّا وارحمنا وانقذنا وانقذ العالم أجمع من عبودية العدو. إنك المبارك والممجد إلى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
العدد 43 -في 28 تشرين الأول 2001
الأحـــد الواحد والعشرون بعد العنصرة