الأنبياء و كلمة الله – المطران بولس (بندلي)
في الأيام الثلاثة الأولى من هذا الشهر نعيّد لأنبياء، النبي هو في الأساس انسان ينقل كلمة الله بأمانة ونتمسك بها ولا يساوم حول مضمونها -انه انسان مؤمَّن على كلمة الله الحية وينقلها للناس.
في كثير من الأحيان لا يقبل الناس هذه الكلمة الالهية! في كثير من الأحيان يحاول الإنسان أن يفكر بإله على حجمه هو، لأن الإنسان إذا ما استرسل في رؤياه الشخصية يريد إلهاً على شبهه هو ناسياً أنه في الأساس هو الذي خُلق على صورة الله وهو مدعو بالتالي أن يتمسك بهذه الصورة الإلهية وأن يسعى أن يتنقى لكي تكون هذه الصورة متجلية فيه.
فالأنبياء القديسون كان همهم إعلان الكلمة الإلهية التي تصدم الإنسان بالواقع، أن يبتر بإرادته كل ما يعيق تحقيق الصورة الإلهية البهية فيه.
في كثير من الأحيان تجربة الإنسان الكبيرة التي يتعرض لها تكمن في أنه يتحرك كي يقبل بما يهمسه الله في أذنيه عبر أنبيائه القديسين.
المطلوب منا أن نستيقظ لكي نستمع إلى كلمة الحياة التي يحملها إلينا رجال قديسون ماتوا في كثير من الأحيان من أجل الكلمة… الا تستحق كلمة الله المنقولة إلينا من قبل الأنبياء القديسين الذين تحملوا كثيراً للحفاظ عليها، الا تستحق كلمة الحياة هذه أن تحرك حياتنا نحو الله الذي هو حياتنا الحقيقية.
إذ نعيّد للأنبياء القديسين فلنتوسل إلى الإله القدوس بأن يهبنا أن نتمسك بكلمته الأزلية كي نمجده حقيقة في حياتنا. آمين.
نشرة البشارة
العدد 49 – في 8 كانون الأول 2002
الأحد الرابع والعشرون بعد العنصرة