الحشمة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 13, 2016 76

الحشمة – المطران بولس (بندلي)

أيها الأحباء،
لقد دخلنا فصل الصيف في الواحد والعشرين من حزيران وكل ما تقدمت الأيام يشعر الناس، وأنتم ونحن منهم، نشعر أيضاً بدرجة حرارة متصاعدة تكاد أحياناً تضيّق علينا النفس. فماذا علينا أن نعمل؟
ما هي طريقة لباسنا؟ هل نستسلم أمام الحر ولا نعود ننتبه إلى ألبستنا إذا كانت محتشمة أم لا؟ هذا سؤال لا بد من طرحه، وتلاحظون في ضمائركم الحية كم هو مهم؟

لنتصارح أمام الله الذي خلقنا أحراراً وشدد كثيراً على حريتنا، لدرجة أنه صُلب من أجلنا كي يحفظها لنا بنقاوتها! سلّم مشيئته للآب وأراد أن يحسب بين الأموات لكي يبزغ من قبره الإلهي “حراً بين الأموات” كي يثبّت فينا “حرية أبناء الله” فهل نجعل حريتنا مستعبدة لحرارة طقس أو لطريقة لباس ربما نرى الناس بأكثريتهم ينتهجوها؟ هل نُستعبد للناس بعد أن حررنا المسيح؟ هل ننسى أن لباسنا إذا لم يكن محتشماً يمكن أن يكون “عثرة” للآخرين.
أما دخولنا إلى الكنيسة لكي نقدّس أي  نتقدس مع الجماعة بدم الحَمَل الذبيح المسفوك من أجل تنقيتنا ورفع خطايا العالم، هل ننسى أننا نمثل أمام ملك الملوك ورب الأرباب؟ علينا أن ننتبه إلى ذلك ونأخذ حذرنا، إذا كنا نريد أن نمثل أمام إنسان نحترم مقامه الا نحتشم احتراماً له ولأهل بيته؟ هل نهمل، في انتصابنا أمام الله وأهل بيته، أي الكنيسة مجتمعة باسمه، هل نهمل ما ننتبه اليه عادة بكل دقة في تصرفنا البشري مع من نحترم كثيراً، لكنهم بشر مثلنا.
قوانا الله جميعاً لكي ننتبه إلى حشمة نتبناها كاملة، وهي بعيدة عما يسمى التزمت والانغلاق والرجعية، بُعد السماء عن الأرض، وحينئذ يتمجد فينا الرب ويظهر نوره في حياتنا ويكون هذا النور سربالاً إلهياً نتسربل به دائماً. آمين.

نشرة البشارة
العدد 27 – في  7 تموز  2002
الأحـــد الثاني بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share