الخوف من الرب – المطران بولس (بندلي)
في إنجيل هذا النهار الحديث عن بشر خافوا من الرب. كانوا يخافون قبلاً من بشر هائجين عليهم بقوة شيطانية ولا يتجاسرون أن يلتقوا بهم. فعندما تم الشفاء بقوة الرب القادر على كل شيء إذا بالخوف يتحول ويركَّز على الرب نفسه.
الله لا يخيف. الله محبة للبشر الذين خلقهم ويعتني بشؤونهم فكيف نخاف منه؟ أو كيف نعلنه “سبباً” للخوف؟ أليس هو الذي ظهر للتلاميذ الموجودين في سفينة تكدّها الأمواج وكانوا خائفين وظنّوه “شبحاً” فصرخوا -أما هو فسكّن خوفهم بكلمة “إني أنا هو” أليس هو الذي، بعد قيامته من بين الأموات وظهوره للتلاميذ “غير مصدقين أنه قام” أليس هو الذي طلب إليهم أن “يجسّوا يديه وجنبه” لكي يصدقوا أنه قام! وبالتالي أن يهدأ روعهم.
يا أيها الأحباء علينا أن ننتبه، هناك أمور هائلة ومخيفة تجري في العالم، هناك رياح “جنونية” بكل معنى الكلمة تعصف على البشر لكن الله موجود وهو يهدئ روعنا، هو الذي قال لتلاميذه “ثقوا فقد غلبت العالم” سيقول لنا في كل حين هذا الكلام عينه.
ثقتنا كبيرة بالرب، انه أمامنا في كل حين لكي يهدئ روعنا -فلا نخاف لأنه معنا ومع البشر أجمعين دون استثناء وخاصة أولئك الذين يتكلون عليه.
كان فولتير أحد الفلاسفة الفرنسيين يقول إن لم يكن الله موجوداً فيجب أن نوجده لكي لا يسبقني خدامي فنهددهم به. هل نتبنى هذا الموقف ونخيف بعضنا بعضاً بفزّاعة الله؟ أو نقول له تعال ؟ أيها الرب، اسكن فينا بروحك القدوس ونجنا من الشرير، فإنه حاضر لكي يشفينا ويقوينا فلنقبل به. آمين.
نشرة البشارة
العدد 30 – في 28 تموز 2002
الأحـد الخامس بعد العنصرة