الصعود والآباء – المطران بولس (بندلي)
.يوم الخميس الماضي عيّدنا للصعود الإلهي -تذكرنا كيف أن الرب يسوع الذي افتقدنا من علياء سمائه وانحدر إلينا، شاء أن يصعد إلى السماء، مع انه موجود فيها على الدوام، لكنه أراد أن يُصعدنا معه إلى السماء التي تغربنا عنها وكانت غايته أن يُجلسنا معه عن يمين الآب في الملكوت السماوي الذي أعادنا اليه بتحننه الذي لا يوصف -وها نحن اليوم في الأحد الذي بعد الصعود فترفع الكنيسة أمامنا الآباء الذين جاهدوا عن الإيمان المستقيم في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية سنة 325.
هؤلاء الآباء الذين نعيّد لهم، هؤلاء سعوا أن ينقلوا إلينا الإيمان المستقيم الرأي الذي دحض تعليم آريوس الذي كان يسعى أن يبقى على مستوى الأرض بتعليمه الهرطوقي بأن الرب يسوع ليس مساوياً لله الآب وكأنه يريد (أي آريوس) أن يطرح أن المسيح مخلوق (ولو كان مميزاً بين المخلوقات) وبالتالي أراد أن يطرح الرب المتجسد وكأنه مساوِ لبشر أرضنا: إذا كانت هذه البدعة داعية من يتبعها أن يبقى بتفكير أرضي محض رافضاً أن يرفع عينيه إلى فوق ليسعى أن يقبل أن ذاك الذي أتانا وشاركنا في طبيعتنا هو الإله نفسه الآتي من فوق -وأخذ الآباء المجتمعون في نيقية يسعون إلى هدف واحد: أن ينقلوا عقولنا إلى فوق، أن يصعدوها بنعمة الله إلى فوق مع المسيح الصاعد بالبشرية جمعاء إلى فوق إلى حيث هو مالك إلى الأبد مع الآب والروح -فبشفاعات الآباء القديسين أهلنا يا رب أن نتبعك في صعودك ونتأمل غنى رحمتك التي لا توصف. آمين.
نشرة البشارة
العدد 24 – في 16 حزيران 2002
أحـــد آباء المجمع المسكوني الأول